بيان استنكاري بشأن الاختلالات المسجلة في تدبير عمال الإنعاش الوطني واستغلالهم خارج الإطار القانونيتتابع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب بقلق بالغ ما تم تداوله من معطيات مقلقة وردت في تقارير إعلامية موثوقة وتقارير تفتيش إدارية صادرة عن المفتشية العامة للإدارة الترابية بخصوص الممارسات غير القانونية التي طالت فئة عمال الإنعاش الوطني في عدد من الجماعات الترابية والتي كشفت عن استغلالهم في أشكال متعددة من الانتهاكات الإدارية والاجتماعية والسياسية، تتعارض بوضوح مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والالتزامات الدستورية للدولة.وتعبر الامانة العامة للمنظمة عن استنكارها الشديد لظاهرة الاستغلال السياسي لعمال الإنعاش الوطني من خلال إشراكهم في حملات انتخابية سابقة لأوانها أو تشغيلهم في مشاريع خاصة لا تمت بصلة إلى المرفق الجماعي مع حرمانهم من أبسط الحقوق المهنية كالتأمين والتغطية الاجتماعية والتكوين الملائم في تجاوز صريح لمقتضيات العمل اللائق كما هو منصوص عليه في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وعلى رأسها العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما تلفت الانتباه إلى ما تم تسجيله من منح مهام حساسة لعمال عرضيين دون توفر الشروط القانونية والتنظيمية اللازمة مما سمح بولوج غير مشروع إلى ملفات إدارية تحتوي على معطيات شخصية للمواطنين في خرق سافر لقانون حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي بما يهدد مبدأ الخصوصية ويضعف الثقة في الإدارة المحلية.وعلاوة على هذا فالمنظمة تحذر من استمرار مظاهر المحسوبية والزبونية في تدبير لوائح عمال الإنعاش عبر منح امتيازات ومهام لأقارب بعض المنتخبين أو تمكينهم من إشهادات مزورة للحصول على تعويضات غير مستحقة في غياب أي رقابة إدارية أو مالية مما يشكل هدرا ممنهجا للمال العام وتقويضا لقواعد الشفافية والنزاهة.وفي هذا السياق، تطالب الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب ما يلي:■فتح تحقيق إداري وقضائي شامل ونزيه في جميع التجاوزات المرتبطة بتشغيل واستغلال عمال الإنعاش الوطني.■ترتيب المسؤوليات الإدارية والقانونية في حق كل المتورطين، دون استثناء أو تمييز.■مراجعة الإطار القانوني والتنظيمي المنظم لتشغيل هذه الفئة، بما يضمن كرامتها وحقوقها الأساسية.■تعميم التأمين الصحي والاجتماعي على جميع عمال الإنعاش، وتوفير شروط السلامة المهنية أثناء أداء مهامهم.■وقف كل أشكال التوظيف العشوائي والاستغلال السياسي وتفعيل مبدأ تكافؤ الفرص.■إحالة ملفات “العمال الأشباح” والمستفيدين الوهميين على الجهات القضائية المختصة.■إشراك الهيئات الحقوقية في مراقبة وتتبع هذا الملف ضمانا للشفافية وربطا للمسؤولية بالمحاسبة.وفي ختام تؤكد المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب أن صون كرامة الإنسان واحترام مبادئ العدالة الاجتماعية يمر عبر تمكين جميع الفئات وفي مقدمتها فئة عمال الإنعاش الوطني من حقوقهم كاملة غير منقوصة في إطار من الشفافية والإنصاف وتدعو ايضا كافة المؤسسات العمومية والهيئات المنتخبة والجهات الوصية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في حماية هذه الفئة من كل أشكال الاستغلال والعمل على تصحيح مسار تدبير هذا الملف بما ينسجم مع قيم دولة الحق والقانون ومع التزامات المغرب الحقوقية والدستورية.إمضاء: عبد الرحمن خنوس الأمين العام للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب.

مدينة القصر الكبير… تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية.

يُخلَّد اليوم الوطني للسلامة الطرقية في 18 فبراير من كل سنة، وهو مناسبة تتجاوز البعد الرمزي للحدث، إذ يتطلب تعبئة وطنية شاملة ترمي إلى ترسيخ ثقافة احترام قانون السير لدى مستعملي الطريق. كما يستدعي تعزيز المقاربة التواصلية والتحسيسية للوقاية من حوادث السير، إلى جانب الحزم في زجر المخالفات المرورية، مع التقيد التام بالمقتضيات القانونية المعمول بها. ويشمل ذلك التوزيع المعقلن لعناصر شرطة المرور، وتكثيف الدوريات المخصصة للمراقبة الطرقية، خاصة في المحاور التي تعرف اكتظاظًا في حركة السير.
عند قراءة المشهد المروري بمدينة القصر الكبير، تبرز تداعيات عدم تعزيز المقاربة الوقائية الرامية إلى الحد من حوادث السير، فضلًا عن التساهل في زجر المخالفات المرورية، دون اعتماد خطة استباقية تحول دون وقوع الحوادث. ويقتضي هذا الوضع ضرورة التواجد الميداني المكثف لمختلف مكونات فرقة المرور، خصوصًا في المدارات والمسالك الطرقية التي تشهد حركة سير مكثفة أو معدلات حوادث مرتفعة. كما يجب التصدي للسلوكات الخطرة، مثل السياقة بسرعة غير قانونية، أو في الاتجاه المعاكس، والتجاوز في الخط المتصل، وعدم استعمال حزام السلامة، وركن السيارات في الوضعية الثانية، وقيادة الدراجات النارية دون استعمال الخوذة. فالطريق ملكية مشتركة للجميع، وهو ما يستوجب التعايش المسؤول بين السائقين والراجلين.
من جهة أخرى، يحتاج رئيس الهيئة الحضرية بمفوضية الشرطة بمدينة القصر الكبير إلى تطوير مهاراته في الشؤون الشرطية وخدمة السلامة المرورية، بما يعزز دوره في الحفاظ على الأمن الطرقي. ويتطلب ذلك اكتساب القدرات اللازمة لتحمل المسؤوليات، وتبني شعار “لنغيِّر سلوكنا”، الذي رفعته إحدى الحملات التحسيسية للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، ليس كشعار فقط، بل كمبدأ وتطبيق عملي. كما يستدعي الأمر تنظيم دورات تدريبية خاصة تهدف إلى نشر ثقافة التربية الطرقية، وتعزيز التدابير الوقائية، وإعادة صياغة مفهوم الإحساس بالأمن لدى المواطنين.

شارك الخبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top