في أوقات الأزمات، حين تعجز الكلمات عن مداواة الألم، تبرز المبادرات الإنسانية الصادقة لتعيد للناس إحساسهم بالأمان والكرامة. في هذا السياق، جاءت مبادرة السيد خربوش زهير لتقديم مساعدة عاجلة وشاملة لإحدى العائلات المتضررة من الفيضانات التي عرفتها مدينة آسفي، في خطوة تجسّد روح التضامن والمسؤولية الإنسانية.
لقد تسببت الفيضانات في أضرار جسيمة طالت مساكن عدد من الأسر، حيث فقدت عائلات متضررة مصادر رزقها، وتعرضت ممتلكاتها البسيطة للتلف، لتجد نفسها في وضع هشّ يهدد استقرارها اليومي. وأمام هذا الواقع المؤلم، بادر السيد خربوش زهير بتوفير مساعدات غذائية أساسية لتأمين الحاجيات اليومية، إلى جانب دعم مالي عاجل مكّن العائلة من مواجهة المتطلبات الضرورية، فضلًا عن المساهمة في توفير الإيواء لضمان الحد الأدنى من الأمان والاستقرار.
ولم تقتصر هذه المبادرة على بعدها المادي فحسب، بل حملت في طياتها رسالة إنسانية عميقة، مفادها أن التضامن المجتمعي قادر على التخفيف من وطأة الكوارث، وأن الوقوف إلى جانب المتضررين هو واجب أخلاقي قبل أن يكون فعل إحسان. فقد شكّلت هذه المساعدة بارقة أمل لعائلة أنهكها الخوف وفقدان الاستقرار، وأعادت إليها شيئًا من الطمأنينة في لحظة كانت في أمسّ الحاجة إليها.
إن هذه المبادرة تعكس وعيًا إنسانيًا بأهمية التدخل السريع والمنظّم في حالات الطوارئ، وتؤكد أن المبادرات الفردية، مهما بدت بسيطة، قادرة على إحداث أثر حقيقي في حياة الناس حين تنبع من الصدق والمسؤولية. فالمساعدة الغذائية تسدّ حاجة عاجلة، والدعم المالي يفتح باب الصمود، والإيواء يعيد الإحساس بالأمان والكرامة.
وفي ظل تزايد التحديات الطبيعية والاجتماعية، تبقى مثل هذه المبادرات نموذجًا يُحتذى به، ودعوة مفتوحة لتعزيز ثقافة التكافل والتضامن داخل المجتمع. لأن مساندة عائلة على الوقوف من جديد ليست مجرد استجابة طارئة، بل فعل إنساني يرسّخ قيم الرحمة والتآزر، ويؤسس لمجتمع أكثر تماسكًا وإنسانية.
بقلم : زهير خربوش






