السواقي بمنطقة الزمامرة تشكل قنابل موقوتة تحصد ضحايا ابرياء ومطالب من اجل توقيف نزيف السوافيتقرير محمد كروميتشهد عدة مناطق متواجدة بالقرب من السواقي بالزمامرة وضعا مقلقًا في ظل تزايد حالات غرق الأطفال واليافعين داخل هذه السواقي في غياب اتخاد تدابير السلامة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الأخيرة، ما دفع فئات واسعة من الشباب والأطفال إلى البحث عن بدائل للسباحة في ظل انعدام البنيات الترفيهية والرياضية الأساسية.وتحولت هذه السواقي المفتوحة وغير الآمنة، إلى مقصد موسمي خطير، تحصد ضحايا أبرياء في كل موسم صيفي، في مشهد يتكرر دون تدخل ناجع للحد من نزيف الغرقى داخل السواقي التي اصبحت تشكل خطرا على حياة وسلامة المواطنين.وفي خضم موجة الحر التي تجتاح مناطق مختلفة من المغرل حيث باتت هذه السواقي تشكل تهديدًا يوميًا لحياة الأطفال،والشباب في ظل الغياب التام للمسابح العمومية وفضاءات الترفيه الموجهة للفئات الناشئة.وتفيد التقارير بأن عددًا من الجماعات القروية شهدت مؤخرًا حوادث غرق مأساوية، كان أبرزها جماعة الغنادرة حيث لقي شخص مسن وطفل وطفلة مصرعهم في أسبوع واحد فقط ، ما أثار موجة من القلق والاستنكار وسط الساكنة والهيئات الحقوقية والمدنية.وعزت فعاليات جمعوية واعلامية هذا الوضع إلى هشاشة البنيات التحتية وغياب رؤية تنموية مندمجة تستحضر حق الأطفال في اللعب والترفيه والسباحة في ظروف امنة ، مشيرة إلى أن ترك الأطفال يواجهون مصيرهم في مثل هذه الفضاءات غير المؤمنة يعد تقصيرًا واضحًا من طرف الجماعات الترابية والسلطات المحلية، التي لم تبادر إلى اتخاذ إجراءات عملية لحماية حياة الناشئة.كما أشار فاعلون مدنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن هذه السوافي تشكل قنابل موقوتة و، التي تستعمل مياهها أساسًا لعبور ونقل المياه الى عدة مناطق من اجل استغلالها في مياه الشرب وسقي الاراضي الفلاحية لتتحول إلى مصائد قاتلة والى كابوس يومي مرعب، خاصة في ظل غياب أي سياج أو لافتات تحذيرية.وتعالت أصوات عدد من النشطاء المدنيين، داعية إلى ضرورة تدخل السلطات العمومية بشكل فوري لتسييج هذه السواقي المائية المنتشرة بالمنطقة، إلى جانب تنظيم حملات توعوية تحسيسية لفائدة الآباء والأمهات، تحذر من مخاطر ترك الأطفال يقتربون من هذه الفضاءات.وتتقاطع مطالب المجتمع المدني في التأكيد على أن الحل لا يكمن فقط في المعالجة الظرفية لحوادث الغرق بعد وقوعها، بل في إرساء مقاربة وقائية مستدامة، ترتكز على تأمين السواقي وخلق فضاءات للسباحة مراقبة ومؤطرة، وتفعيل دور الفاعلين المحليين في نشر التوعية وتعزيز ثقافة السلامة والوقاية داخل المجتمع.

مدينة القصر الكبير: السلوك المفضي إلى العنف والإحساس بانعدام الأمن في الشارع العام

نواجه في مدننا الحالية واقعًا يمكن تشبيهه بـ”غابات متوحشة”، كما يصفها إيف بيدرازيني، الباحث في مختبر السوسيولوجيا الحضرية في مدينة لوزان السويسرية، حيث يشترك الناس من مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية في الإحساس بانعدام الأمن نتيجة تفشي ظاهرة العنف في الشارع العام. ويعتبر المؤلف أن هذه الظاهرة تشكل مؤشرًا على تحول جذري في طبيعة المدن التي تشهد أنماطًا من العنف الاجتماعي نتيجة غياب الرقابة على الأفراد.

في مدينة القصر الكبير، حيث يفتقر الشارع العام إلى الدوريات الأمنية والإستراتيجيات الرامية إلى الوقاية من المشاكل الأمنية، أصبح العنف سلوكًا سائدًا. يعكس ذلك استعراضًا للقوة الجسدية باعتباره وسيلة لإثبات الذات. ومن أبسط تجلياته العنف المتبادل بين الأشخاص، التهديد، الضرب بالسلاح الأبيض، والتعري. كما يتفشى استخدام الألفاظ البذيئة التي تفرض على الناس الانسحاب، لأن أخلاقهم تمنعهم من الاستماع إلى هذه الألفاظ، ناهيك عن الدخول في مواجهات خاسرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة الرفق والليونة في المعاملة، واستخدام الكلام الجارح، يضطر العديد من الناس إلى تغيير طرقهم لتجنب المرور بمناطق قد تكون خطرة أو مشاهد صادمة.
تتواجد هذه المناطق بشكل خاص في محيط المحطة الطرقية، وساحات المرس والمنار، وشارع الزرقطوني، والحديقة العمومية القريبة من محطة القطار، وحديقة لمرينة، ودار الدخان، وشارع لمناكيب. هذه الأماكن تتحول إلى أوكار يحتمي فيها بعض الأشخاص المشتبه بهم، سواء كانوا من مستهلكي المخدرات، مدمني الخمر، أو متعاطي الأقراص المهلوسة. كما أن هذه الأماكن قد تصبح ملاذًا للمبحوث عنهم، مما يضطر المارة والسكان لتجنب الدخول في مواجهة معهم خوفًا من التعرض للإهانة أو السباب، بل وحتى لمواقف قد تُجبرهم على الخضوع بالقوة.
هذه المشاهد تؤدي إلى شعور عام بغياب الأمن في المدينة، مما يترتب عنه تردي خطير في الوعي العام للمواطنين. وهنا، يجدر التنبيه إلى تنامي هذا السلوك التدريجي، والتراخي الذي أصاب الأجهزة الأمنية، حيث إن الوضع لم يصل بعد إلى حالة لا يمكن السيطرة عليها. لكن غياب التدخلات الأمنية الفعالة، وعدم العمل على إعادة الأمور إلى ما كانت عليه، قد يساهم في تفاقم الأزمة.
إن هذه دعوة إلى اليقظة قبل أن نصل إلى نقطة لا يمكن معها التحكم في الوضع

شارك الخبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top