من شاطئ المريسات بطنجة خرج مقطع فيديو لا يُمكن وصفه إلا بالكارثي: مراهقون يقودون دراجات نارية بسرعة جنونية، يؤدون حركات بهلوانية وسط الرمال، غير مبالين بأرواح الأطفال والعائلات من حولهم، وكأنهم في حلبة سباق لا في فضاء عمومي يُفترض أن يكون محمياً من العبث والفوضى.
ما يحدث ليس مجرد تجاوز معزول، بل تجسيد خطير لانفلات أمني يُهدد السلامة العامة. أين هي السلطات المحلية؟ أين عناصر المراقبة؟ من المسؤول عن ترك الشاطئ مرتعًا للفوضى والمخاطر؟ هل ننتظر كارثة بشرية، أو دهس طفل بريء، حتى يُطرح السؤال عن التقصير؟
هذه ليست مجرد مراهقة طائشة، بل سلوك إجرامي واضح يُهدد الأرواح ويستوجب المتابعة الفورية. دخول دراجات نارية إلى الشواطئ يجب أن يُعتبر خطًا أحمر، لا مجرد مخالفة قابلة للتغاضي.
حين يتحول الشاطئ، وهو آخر ما تبقى للناس من متنفس، إلى مسرح للرعب والتسيب، فالمسؤولية لا تقع على “المراهقين” وحدهم، بل على كل من تهاون في أداء واجبه، وتفرّج على العبث من دون تدخل.
فإلى متى سيُترك المواطن وحيدًا يواجه الخطر في فضاء يُفترض أن يكون آمنًا؟ وأين هي الصرامة التي يُفترض أن تحمي الأرواح لا أن تُستعرض بعد وقوع المصائب؟