بقلم: السيد : زهير خربوش
في قلب مدينة مراكش، وعلى مرمى خطوات من مؤسسة Club Pool Fitness، يقبع حي لمسار في وضعية غير إنسانية منذ مدة، حيث يعيش ما يقارب 200 بقعة سكنية في عزلة تامة عن الإنارة العمومية. شوارع الحي وأزقته تغرق كل ليلة في ظلام دامس، يحوّل حياة السكان إلى معاناة يومية ويهدد سلامتهم وأمنهم.
الساكنة، حسب شهاداتهم، اضطرت للتأقلم مع ظلام أصبح جزءًا من حياتهم، ورغم توسع العمران واتساع الحركة البشرية بالمنطقة، إلا أن أضواء الشوارع بقيت غائبة، تاركة المكان موطنًا للخطر لا للعيش الكريم.
الأخطر من ذلك، أن الكلاب الضالة تخرج فور حلول الليل، مستغلة حالة الظلام لتهاجم الأطفال والعائلات والمارة، خصوصًا مستعملي الدراجات النارية. عدد من السكان أكدوا أن تنقّلهم خلال ساعات المساء أصبح محفوفًا بالمغامرة، في غياب أي تدخل ميداني للحد من هذه الظاهرة.
أمام هذا الوضع، فإن صرخة سكان حي لمسار ليست مجرد طلب إنارة، بل نداء لحماية الأرواح وتوفير بيئة آمنة لأطفالهم وللعمال وعابري الطريق. فالإنارة العمومية ليست رفاهية، بل حق أساسي من حقوق الساكنة، وركيزة من ركائز الأمن الحضري.
من هذا المنبر، يتوجه سكان المنطقة بندائهم إلى السيد والي جهة مراكش آسفي للتدخل العاجل، وفتح تحقيق حول أسباب تعطيل الإنارة، وتحديد المسؤوليات، وتسريع تجهيز الحي بالبنية التحتية الضرورية، بما يحفظ كرامة المواطن ويحمي سلامته.
فمراكش، المدينة العالمية بحجمها وتاريخها ومكانتها السياحية، لا يمكن أن تستمر في ترك أحياء كاملة تحت الظلام، بينما أبسط شروط العيش الكريم هي حق لا يحتاج إلى تذكير.
