بقلم : حليم بيطار
يواصل الفنان كمال هريمو ترسيخ مكانته داخل الساحة الفنية المغربية كأحد الأسماء التي اختارت طريق التميّز بعيداً عن الضجيج، معتمداً على موهبة صادقة وحضور قوي أمام الكاميرا. ورغم اشتغاله بهدوء، إلا أن تأثيره وسط الجمهور يزداد اتساعاً، بفضل اختياراته المدروسة وقدرته على تجسيد أدوار بعيدة عن التكلف والابتذال.
مسار فني يقوم على الجودة قبل الكمية
منذ بداياته، حرص كمال هريمو على أن يكون فنه انعكاساً لقيمة حقيقية، فابتعد عن الأعمال العابرة وركز على المشاريع التي تستحق أن يحمل اسمه. هذه المقاربة المهنية جعلته يحظى باحترام واسع داخل الوسط الفني، سواء من قبل المخرجين أو زملائه الذين يرون فيه مثالاً للفنان المنضبط والملتزم.
أداء يلامس الواقع
تميّز هريمو بقدرته على تقديم شخصيات مستمدة من الحياة اليومية المغربية، بشفافية وصدق كبيرين. فهو لا يكتفي بتمثيل الدور، بل يدخل عوالم الشخصية ويمنحها نفساً إنسانياً يجعل المشاهد يتفاعل معها بشكل طبيعي.
هذا الأسلوب القائم على التفاصيل الدقيقة مكّنه من بناء علاقة متينة مع الجمهور الذي يرى في أعماله انعكاساً لهمومه وقضاياه.
حضور متواضع وصورة نظيفة
على عكس كثير من الأسماء التي تركّز على الظهور الإعلامي، يفضّل كمال هريمو الابتعاد عن الأضواء غير الضرورية، مكتفياً بما يقدمه فنياً. هذا السلوك عزز صورته كفنان يحترم الجمهور ويحترم رسالته، ويراهن على العمل لا على الضجيج.
إضافة حقيقية للمشهد الفني
سواء في التلفزيون أو في السينما أو في المسرح، يشكل كمال هريمو قيمة مضافة لأي مشروع يشارك فيه. فهو ينتمي لجيل يرى أن الفن مسؤولية وأن الإبداع يجب أن يحمل مضموناً ورسالة، لا أن يكون مجرد حضور فارغ.
كمال هريمو ليس مجرد اسم من الأسماء الصاعدة، بل مشروع فنان ناضج يقدّم فناً نظيفاً ويمنح للمشهد الفني المغربي نفساً جديداً. اختياراته الهادئة ومساره المتوازن يجعلان منه واحداً من الوجوه التي تستحق المتابعة والتنويه، اليوم وفي المستقبل.





