بقلم : الملياني رضى

مع اقتراب انطلاق الموسم الدراسي الجديد، يجد المواطن البسيط نفسه وسط دوامة من الأعباء المرهقة التي تكاد تخنقه. فبعد موجة الغلاء التي طالت الخضر واللحوم البيضاء والحمراء والأسماك، جاء الدور على الكتب والمقررات المدرسية والمحافظ والملابس الرياضية والزي المدرسي، إضافة إلى واجبات التسجيل والنقل. هذه المصاريف كلها تنضاف إلى الكراء وأداء فواتير الماء والكهرباء، في مشهد يرسم ملامح أزمة اجتماعية خانقة لا يطيقها ذوو الدخل المحدود، ولا سيما العمال البسطاء من يعيشون على الكفاف.
إن الدخول المدرسي الذي كان يفترض أن يكون مناسبة للفرح واستشراف المستقبل، أصبح عند فئات واسعة من الأسر المغربية هاجسا ثقيلا يثقل الكاهل، ويزرع الخوف من عدم القدرة على تلبية حاجيات الأبناء. ففاتورة اقتناء الأدوات المدرسية والكتب باتت لا ترحم، وأسعارها تضاعفت بشكل يجعلها خارج متناول الكثير من الأسر التي بالكاد تضمن لقمة العيش.
ومن هنا تبرز الحاجة إلى التفاتة إنسانية وتربوية من طرف الأطر التعليمية، أساتذة ومعلمين، حتى يرحموا التلاميذ ولا يثقلوا عليهم بكثرة المطالب التي تفوق طاقتهم. فالرسالة الحقيقية للتربية ليست في إغراق التلميذ باللوازم الباهظة، بل في غرس قيم العلم والمعرفة والجد والاجتهاد بوسائل بسيطة وفعالة.
إننا أمام مسؤولية جماعية، تتقاسمها الدولة بمؤسساتها، والمجتمع بفاعليه، والمدرسة بأطرها، حتى لا يتحول الدخول المدرسي إلى موسم رعب للأسر الفقيرة. فالمطلوب حلول واقعية تخفف من أعباء المواطن البسيط، وتعيد للمدرسة المغربية دورها كرافعة للعدالة الاجتماعية لا كعبء إضافي يعمّق الفوارق.
