محمد بودريقة.. الرجل الذي عشق الرجاء ودفع الثمن

في ذاكرة جمهور نادي الرجاء الرياضي، يبقى اسم محمد بودريقة محفورًا بحروف كبيرة، لا فقط لأنه ترأس النادي في فترة حساسة، بل لأنه مثّل نموذجًا للمحب الغيور، الذي تحول من مشجع في المدرجات إلى قائد في المكاتب.

ولد بودريقة وسط أحياء مدينة الدار البيضاء، وكان شغوفًا بكرة القدم منذ صغره. لكن حبه للرجاء لم يكن مجرد تشجيع، بل التزامًا فعليًا. تسلّم رئاسة النادي سنة 2012، وكان حينها أصغر رئيس في تاريخ الفريق، وجاء حاملاً طموحًا كبيرًا لإعادة الرجاء إلى الواجهة الإفريقية.

● نجاحات في الميدان

في عهد بودريقة، عاش الرجاء لحظات من المجد:
• الفوز بكأس العرش سنة 2012.
• التتويج بلقب البطولة سنة 2013.
• الوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية سنة 2013، في إنجاز تاريخي وضع الرجاء على خريطة العالم.

ولم يكن بودريقة رئيسًا تقليديًا، بل تميز بحضوره القوي، وتواصله المباشر مع الجماهير، وانخراطه الدائم في الدفاع عن مصالح الفريق داخل وخارج الملعب.

● من المجد إلى الجدل

لكن مسيرته لم تخلُ من التحديات. مع مرور السنوات، بدأت الخلافات تظهر، وبدأت الأصوات تنتقد تسييره المالي والإداري. وبعد مغادرته الرئاسة، دخل بودريقة عالم السياسة، حيث أصبح نائبًا برلمانيًا، وهو ما فتح عليه بابًا جديدًا من الأضواء والانتقادات.

واليوم، يعيش محمد بودريقة وضعًا صعبًا، بعد أن وجد نفسه في قلب قضية قضائية أثارت الكثير من الجدل. البعض يرى أن ما يحدث له هو نتيجة طبيعية لأخطاء الماضي، والبعض الآخر يعتبره ضحية لصراعات خفية تُدار في الكواليس.

● بين الحب والمصير

مهما كان الموقف من بودريقة، لا يمكن إنكار أنه شخصية صنعت الحدث، وخلّفت بصمة واضحة في تاريخ الرجاء. هو رجل أحب فريقه حتى النخاع، وواجه المصاعب بإصرار، سواء في الرياضة أو في السياسة.

ويبقى السؤال: هل سيفتح له المستقبل باب العودة، أم أن صفحة بودريقة قد طويت نهائيًا؟

شارك الخبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top