البئر الجديد… مواطن يصلح والمسؤول يتفرّج!

في مشهد أصبح يتكرّر بشكل يثير الاستغراب، عاد موضوع البنية التحتية المتدهورة بمدينة البئر الجديد إلى الواجهة، بعدما أقدم أحد المواطنين على ردم حفرة كبيرة وسط الشارع مستعملًا التراب، في محاولة لتفادي الأضرار التي قد تلحق بالمارة والسيارات. خطوة بسيطة في ظاهرها، لكنها تعكس واقعًا أعمق من الإهمال وغياب المتابعة.

هذا المواطن، الذي تصرف بدافع الغيرة على مدينته، قام بما يفترض أن يكون من صميم مهام المصالح الجماعية فبينما يتقدّم السكان بملاحظاتهم وشكاياتهم، يبقى الواقع على حاله: لا مراقبة، لا صيانة، ولا احترام لحق الساكنة في طرقات آمنة وبنيات تحتية لائقة.

وتطرح هذه الواقعة سؤالاً ملحًا: هل يُعقل أن تتحول مدينة كاملة إلى فضاء ينتظر المبادرات الفردية لتعويض غياب التدبير المسؤول؟
كيف يمكن تفسير استمرار الأعطاب والحفر في شوارع مدينة تتوفر على ميزانية، ومسؤولين يتقاضون تعويضاتهم بانتظام، بينما المواطن العادي هو من يتدخل ليقوم بما عجزت عنه الجهات المعنية؟

إن ما حدث اليوم ليس سوى مؤشر على ما قد يحدث غدًا؛ فإذا ظل الوضع كما هو، قد نجد المواطن نفسه يصلح أعمدة الإنارة، ويُنظّف البالوعات، وربما يُدبّر شؤون أخرى تدخل ضمن مهام المصالح العمومية. وفي نهاية المطاف، ستُرفع شعارات “التنمية” بينما الواقع يكشف العكس تمامًا.

ساكنة البئر الجديد اليوم في حاجة إلى صوت موحّد يطالب بالمساءلة، لأن المدينة ليست ملكًا لأحد، بل حق مشترك لجميع أبنائها. والمسؤول الذي يتولى تدبير الشأن المحلي مطالب بأن يتحمل مسؤوليته كاملة، أو يفسح المجال لمن يستطيع القيام بها كما يجب.

البئر الجديد تستحق أفضل… والمواطن يستحق أن يكون دوره مراقِبًا لا مُصلِحًا بدل المسؤولين.

شارك الخبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top