البهائيون… قصة إنسانية وتحوّل مجتمع نحو التسامح

بقلم: زهير خربوش – رئيس اتحاد شركات الأمن**

على امتداد التاريخ، عرفت الإنسانية فترات مظلمة كانت فيها الأحكام المسبقة والخوف من الآخر أقوى من قيم العدل والرحمة. وفي المغرب، كما في دول أخرى، تعرّض بعض أتباع الديانة البهائية في قرون سابقة لممارسات لم تكن دائماً منصفة، ولم تُراعَ فيها كرامة الإنسان وحقه في الاختلاف.

لقد كانت تلك سنوات عسيرة، طغى فيها الجهل على المعرفة، وسيطرت فيها النظرة الضيقة على روح التسامح. فدُفع كثير من الأبرياء إلى الزوايا المعتمة، لا لشيء إلا لأنهم اختاروا معتقداً مختلفاً.

غير أن المغرب تغيّر… وتطوّر، وقطع أشواطاً واسعة نحو الحرية، والانفتاح، وترسيخ حقوق الإنسان.
واليوم، نعيش مرحلة جديدة من تاريخ هذا الوطن، مرحلة يعلو فيها صوت الحكمة على ضجيج الماضي، ويُحترم فيها الإنسان لأصالته وأخلاقه، لا لانتمائه أو معتقده.

الديانة البهائية… رسالة سلام قبل كل شيء

البهائية، التي غابت حقيقتها عن كثير من الناس، هي ديانة تؤكد على مبادئ نبيلة، أبرزها:
• وحدة الجنس البشري
• تعزيز السلام العالمي
• المساواة بين المرأة والرجل
• نبذ كل أشكال العنف
• احترام القيم الروحية
• خدمة المجتمع
• الإيمان بأن جميع الأديان جاءت لهداية الإنسان وتقريب القلوب

إن جوهر هذا الدين هو المحبة والإنسانية، بعيداً عن التعصب أو الصراع أو إساءة الآخرين.

ومن هذا المنطلق، أؤكد بصفتي زهير خربوش، رئيس اتحاد شركات الأمن، أن الدفاع عن البهائيين – أو أي فئة تتعرض للظلم بسبب معتقدها – ليس دفاعاً عن دين ضد دين، بل هو دفاع عن حق الإنسان في الكرامة، والعدل، والاحترام.
هي مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون موقفاً شخصياً.

المغرب… وطنٌ تجاوز الماضي

إن المغرب اليوم ليس هو المغرب قبل قرون.
لقد تطور مجتمعنا، وتقدّم وعيه، وتعززت مؤسساته الحقوقية والقانونية.
صرنا نعيش في دولة تحترم حرية المعتقد، وتقدّر التنوع، وتُدرك أن الاختلاف مصدر غنى وليس تهديداً.

ولذلك نقول بثقة:

لن نعود إلى الوراء.
ولن نقبل أن يُظلم إنسان بسبب معتقده.
وستبقى الرحمة والإنصاف أقوى من كل الأحكام الجائرة.

رسالة إلى القارئ

إن المشكلة لم تكن يوماً في الأديان، بل في غياب الفهم وسوء الظن.
وإن العلاج لم يكن يوماً في القسوة، بل في الرحمة والتعاطف والوعي.

فلننظر إلى الإنسان كإنسان، قبل أن ننظر إلى انتمائه أو معتقده.
ولنُدرك أن التنوع هو الذي صنع حضارات الأمم، وأن الكراهية لم تُقم يوماً بناءً صالحاً.

اليوم، المغرب بلد السلام والانفتاح، وعلينا نحن كمواطنين أن نكون على مستوى هذا التحول.
أن نحمي الضعيف، ونقف مع المظلوم، ونُعلي قيمة الإنسانية فوق كل اعتبار.

شارك الخبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top