مدينة القصر الكبير بين مطرقة التدبير الأمني وسندان أعمال الشغب ….

الحرية هي إمكانية التصرف من عدمه.
إلا أن هذه الحرية الممنوحة للشخص داخل الجماعة ليست مطلقة، إذ أنها محددة من طرف القانون وحرية الآخرين.
” الحرية تقف عندما تبتدىء حرية الاخرين “
وبالفعل، فإن الحرية تمارس في إطار النظام الإجتماعي الموجود، انه ذلك التضامن مع الآخرين هو الذي يبين حدود الحرية، فالجماعة لا يمكنها أن تعيش إلا إذا لزمت نفسها بالامتثال للنظم واحترام القانون الذي يهدف سعادة الكل.
غير أن الإفراط في هذه النظم يؤدي إلى الاستبداد ، كما ان التفريط في الحرية يؤدي إلى الفوضى.

إن أعمال الشغب الأخيرة بشارع مولاي علي بوغالب بمدينة القصر الكبير ، أبانت عن عدم إرساء آليات متينة في التدبير الأمني لحركية التجمهر والمتجمهرين ، وعدم التحلي باليقظة في النهوض بمهام حراسة ومراقبة الشارع العام ، في الوقت الذي لا يميز فيه: رئيس الهيئة الحضرية بمفوضية الشرطة بمدينة القصر الكبير بين مصطلحين هامين يشكلان مدخلا رئيسيا لفهم فلسفة عمل الفرق الحضرية للأمن وهما مصطلح المحافظة على النظام ويعني كافة الإجراءات الهادفة لتجنب الإخلال بالنظام الأمني السائد، ثم هناك مصطلح إعادة النظام ويشمل كل التدابير والإجراءات الرامية لإعادة النظام لحالته المستقرة بعد زعزعته، وذلك عن طريق اللجوء إلى الاستعمال المشروع للقوة……، وغياب تحقيق التجانس في تطبيق تقنيات ومناورات المحافظة على النظام، مع بعض الممارسات المعيبة والتصرفات الغير المنضبطة والمتسرعة لبعض عناصر الهيئة الحضرية خلال التدخلات لفض الشغب وإعادة النظام بالفضاء العام

Mustapha Seitel
باحث في العلوم الأمنية

شارك الخبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top