مازالت الحرائق بجنوب جارتنا الشمالية تنتشر بشكل مهول ، ومازال مسلسل إجلاء السكان متواصلا لحد يوم أمس ، وقد بلغ عدد المجليين لحد الآن أكثر من 1500 كإجراء احترازي اتخذته السلطات الإسبانية .
ومع أن هذه الحرائق لا تهدد حياة السكان بتلك المنطقة إلا أن السلطات فضلت عدم المغامرة بحياة السكان والسياح ، لذلك قررت إجلاء الآلاف رواد المخيمات والفنادق كإجراء احترازي .
وقد شاهد العالم مباشرة بعد اندلاع الحرائق مشاهد تم تداولها عبر وسائل الإعلام تظهر سحبا كثيفة من الدخان تغطي السماء، و فرار العائلات في حالة من الذعر، بينما امتدت ألسنة اللهب إلى مناطق سكنية وزراعية.
هذا ، وقد تمكن فريق الإنقاذ من السيطرة على جزء كبير من الحرائق ومن تم تأمين المنطقة الحنوبية والتي تحتوي على فنادق كبرى وبنايات عملاقة قد تتعرض للخطر بنسب قليلة جدا .
وقد منعت السلطات عودة السكان حتى تزول الحرائق بالمرة تفاديا لتعريض حياة المواطنين للخطر بهذه المنطقة التي لا يتجاوز عدد سكانها 19 ألف نسمة ، مع أنه لحد الآن لم يسفر الحريق عن أية إصابات أو خسائر في الأرواح البشرية .
وفي تصريح لوزير الداخلية لحكومة الأندلس ، قال بالحرف : “اضطررنا لإخلاء عدد كبير من الأشخاص بسرعة، بالإضافة إلى أكثر من 5 آلاف سيارة في وقت قياسي”.
وقد جاء في بلاغ السلطات الإسبانية أنّها أخلت 7 فنادق وموقعين للتخييم من روّادها بسبب حريق اندلع، أمس الثلاثاء، في غابة قرب طريفة بأقصى جنوب غرب إسبانيا ، وذكر أن 17 طائرة، فضلا عن مئات رجال الاطفاء التي تشارك في جهود إخماد هذه الحرائق . وقد تم إغلاق مساحة ممتدة لمسافة تسعة كيلومترات على مستوى الطريق الرئيسي الممتدد على الطول الساحلي .
جدير بالذكر أن الفتيل الأول لهذه النيران انطلق كان سببه حريق بسيط اندلع بعربة تخييم داخل مخيم بغابة متواجدة بمنتجع جبل لاينيا الساحلي والذي يبعد بكلمترات قليلة عن منطقة تاريڤا الجنوبية .
الخطير في الأمر أنه حسب ما أفاد مسؤول السلطات المحلية بمنطقة الأندلس السيد انطونيو سانز أنه خائف من تغير اتجاه الرياح والذي من شأنه أن يعقد جهود فرق الإطفاء ويصعب مهمة السيطرة على النيران الملتهبة .
وهذه المعطيات تُعيد التحذيرات بشأن التغير المناخي وخطورته على المناطق الطبيعية والسياحية بأوربا عموما وإسبانيا على وجه التحديد .
وتجدر الإشارة ان الحرائق مازالت تواصل تمددها في الجنوب الإسباني وفرق الإطفاء تشتغل صباح مساء وليل نهار من أجل إخماد النيران المتواصلة والتي تؤججها الرياح العاثية ، فضلا عن موجة الحر الشديدة التي تميز هذه المطلة على مضيق جبل طارق .
وهذا المعطى بالضبط ما بعزز إمكانية اندلاع حرائق بالغابات ، خاصة وأن درجة الحرارة تلامس الأربعين درجة مئوية بأغلب مناطق إسبانيا . وإمكانية هذا الخطر مرتفعة جدا في معظم أنحاء البلاد ، خاصة في حال تغير اتجاه الرياح بالإتجاه المعاكس .
وفي آخر تطورات الوضع على الأرض ، أفاد مسؤولون، قبل لحظات أن الحرائق الأخيرة أتت على 16 ألف هكتار من الغابات والقرى في جنوب فرنسا منذ يوم الثلاثاء، خفت حدته لكنه لا يزال خارج السيطرة . وقالت وزيرة البيئة لإذاعة فرانس إنفو في صباح اليوم ، إن الحريق يتقدم ببطء أكثر الآن.
وفي نفس السياق عبّر كريستوف ماجني، أحد قادة عملية مكافحة الحريق، لقناة “بي إف إم” التلفزيونية عن أمله في احتواء الحريق في وقت لاحق من اليوم. لكنه حذر قائلا “لم تتم السيطرة على الحريق حتى الآن”. وقال مسؤولون إن التحقيق جار لمعرفة سبب الحريق
بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم