قبلة يد مسؤول تُثير الجدل… ومواطنون يتساءلون: هل العفوية أصبحت تهمة؟

بقلم الإعلامية : حليمة صومعي

أثار مشهد متداول على مواقع التواصل الاجتماعي لرجل بسيط يُقبّل يد أحد المسؤولين، موجة من التعليقات والانقسامات في الرأي العام، بين من اعتبره سلوكًا مُهينًا يمسّ بالكرامة، وبين من رآه تصرفًا عفويًا نابعًا من تربية تقليدية أو احترام لشخص بعينه.

الصورة التي لم تتجاوز بضع ثوانٍ، سرعان ما تحولت إلى قضية رأي عام. وانهالت التحليلات حول “ثقافة الخضوع” و”التبعية” في المجتمع، في مقابل دعوات لفهم السياق وعدم التسرع في إطلاق الأحكام.

عدد من المتفاعلين عبروا عن استيائهم من التهويل الذي رافق الحادث، معتبرين أن “جلد البسطاء” أصبح ظاهرة، في وقت يتم فيه التغاضي عن مظاهر الذل الحقيقية، مثل الفساد الإداري، أو التمييز، أو الإهانة الممنهجة داخل بعض الإدارات والمؤسسات.

وفي تصريح لأحد النشطاء المحليين، قال:
“ما رأيناه قد لا يكون مقبولًا شكليًا، لكن لا يمكن محاسبة الرجل البسيط وكأنّه مسؤول عن وعي أمة. المشكلة أعمق من لحظة عفوية، بل في منظومة لم تعلّم المواطن كيف يطالب بحقه دون تذلل.”

وتعالت الأصوات المطالبة بالتربية على الكرامة وتعزيز وعي المواطنة، بدل اللجوء إلى التشهير بمن لم تتح لهم الفرصة للتعلم أو التوعية، مؤكدين أن المجتمعات لا تبني نفسها على محاكمة الصور، بل على تحليل الظروف التي أنتجت السلوك.

في المقابل، يرى آخرون أن مثل هذه الأفعال يجب أن تُرفض بشكل واضح، لأنها تُعيد إنتاج مشاهد الطاعة العمياء، وتُكرّس الفوارق بين المواطن والمسؤول.

ومهما يكن الموقف من هذه الواقعة، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو:
هل نقف عند سطح الصورة، أم نغوص في عمقها لنفهم لماذا ما زال المواطن يرى في المسؤول “سلطة عليا” تستحق الانحناء، بدل أن يراها شريكًا في بناء الوطن؟

شارك الخبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top