الاعتداء على مراسل صحفي أثناء أداء واجبه المهني… جرس إنذار لحماية حرية الصحافة.

بقلم : الملياني رضى
2025.12.13

تعرض مراسل صحفي لاعتداء جسدي ولفظي خطير أثناء مزاولته لمهامه المهنية في إطار تغطية صحفية، حيث التزم بأخلاقيات المهنة وقواعد العمل الصحفي المعمول بها. وقد وثق مقطع فيديو، جرى تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة الاعتداء، إذ ظهرت سيدة وهي تمسك بالمراسل من ملابسه وتحاول جره بالقوة إلى داخل منزل، في مشهد صادم يمس كرامة الصحافة ويعتدي على حرية التعبير.

إن هذا السلوك المرفوض يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الصحفيين أثناء أداء واجبهم المهني، ويعكس خطورة الاستهانة بدور الصحافة في نقل الحقيقة وخدمة الصالح العام. فالصحفي لا يؤدي مهمة شخصية، بل يقوم بعمل نبيل يهدف إلى اطلاع الرأي العام على الوقائع بكل موضوعية ومسولية، بعيدا عن التشهير أو التحيز، ووفق ما تمليه أخلاقيات المهنة.

وتشكل محاولات تلفيق التهم الباطلة، أو الاعتداء على الصحفيين بالسب والشتم أو الضرب أثناء أداء مهامهم، تهديدا حقيقيا لحرية الإعلام، وتسيء إلى صورة المجتمع وقيمه الديمقراطية. إن حرية الصحافة لا تعني الفوضى، لكنها في الوقت نفسه لا تقبل الترهيب أو العنف أو فرض الصمت بالقوة.

وتظل حماية الصحافة مسؤولية جماعية، تبدأ بتكريس ثقافة احترام الإعلاميين، ولا تنتهي عند ضرورة تفعيل الحماية القانونية لهم. ومن الضروري تشديد العقوبات القانونية في حق كل من يعتدي على الصحفيين أو يحاول النيل من سمعتهم عبر اتهامات كاذبة أو ممارسات تعسفية، ليكون ذلك رادعا لكل من تسول له نفسه المساس بحرية الصحافة أو عرقلة أداء رسالتها النبيلة.

وفي الختام، فإن ما وقع ليس حادثا معزولا، بل جرس إنذار يستوجب وقفة جادة من الجهات المعنية، دفاعا عن كرامة الصحفي، وصونا لحرية الإعلام، وترسيخا لدولة الحق والقانون التي تحمي العاملين في مجال الصحافة باعتبارهم صوت المجتمع ومرآته الصادقة.

شارك الخبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top