أنوار العسري
خلفت موجة البرد القارس التي تعرفها المنطقة خلال الأيام الأخيرة واقعة مأساوية صباح اليوم الجمعة، بعدما جرى العثور على شخص في وضعية تشرد جثة هامدة قرب أحد الدواوير التابعة لجماعة مولاي بوسلهام، في ظروف تجسّد حجم الهشاشة التي تعانيها هذه الفئة خصوصاً خلال فترات انخفاض درجات الحرارة.

وبحسب مصادر محلية، فإن الضحية كان يعيش في الشارع منذ مدة، قبل أن يفارق الحياة متأثراً بالبرد الشديد الذي ضرب المنطقة منذ ليلة أمس، وسط غياب أي مراكز قريبة للإيواء أو تدخلات استباقية لحماية المتشردين من موجات الصقيع.
هذه الحادثة المؤلمة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة من المعاناة التي يعيشها العشرات من الأشخاص بدون مأوى في مختلف الجماعات القروية والحضرية، خاصة مع بداية فصل الشتاء. فمع كل انخفاض كبير في درجات الحرارة، تتجدد التحذيرات من خطر الوفاة بسبب البرد، دون أن تُواكَب هذه التحذيرات بإجراءات ملموسة على الأرض.
ويرى حقوقيون وفاعلون جمعويون أن الوقت قد حان لإطلاق برامج استعجالية للتكفل بالأشخاص في وضعية تشرد، من خلال توفير مراكز إيواء قادرة على استقبالهم ليلاً، وتمكينهم من التغذية والملابس الدافئة والرعاية الصحية، خصوصاً في الفترات الحرجة من السنة. كما يؤكدون أن إحداث مراكز الإيواء في كل جماعة لم يعد خياراً ثانوياً، بل “ضرورة إنسانية ملحّة” للحدّ من المآسي التي تتكرر كل شتاء.
وتطالب فعاليات مدنية السلطات المعنية بإقليم القنيطرة بتعزيز التنسيق بين الجماعات المحلية، والوقاية المدنية، والمندوبية الإقليمية للصحة، من أجل القيام بدوريات ليلية لإحصاء المتشردين ونقلهم إلى فضاءات آمنة، تفادياً لوقوع وفيات أخرى قد تُزهق أرواحاً بريئة بسبب موجة البرد القاسية.
وتبقى وفاة هذا المواطن قرب دوار بمولاي بوسلهام جرس إنذار جديد يعكس واقعاً مريراً يحتاج حلولاً عاجلة، حتى لا يتحول الشتاء إلى فصل للمآسي الإنسانية.
