في حملة غير مسبوقة تؤكد صرامة السلطة المحلية وإرادة حقيقية لفرض النظام، نجح باشا المعمورة، بن شريج، في وضع حدّ نهائي لعصر مقاهي الشيشة بمدينة القنيطرة، بعد أسابيع من العمليات الميدانية المكثفة التي استهدفت أحدث الشبكات والمحلات المخالفة.
التحركات، التي تمت بتنسيق محكم بين السلطات الترابية والأجهزة الأمنية، أسفرت عن تشميع عشرات المقاهي وحجز كميات كبيرة من مواد النرجيلة مجهولة المصدر، فضلاً عن توقيف مسيّرين وإحالة ملفاتهم على العدالة لمواجهة غرامات ثقيلة لفائدة إدارة الجمارك.
مصادر محلية أكدت أن بعض أصحاب المقاهي اختفوا عن الأنظار بمجرد تشديد الخناق عليهم، خصوصاً بعدما تم ضبط تجهيزات متطورة ومواد غير مرخصة كانت تُستعمل لاستقطاب الزبائن بشكل غير قانوني.
وبفضل هذه الحملات، أصبحت القنيطرة اليوم مدينة خالية تماماً من مقاهي الشيشة، في خطوة اعتبرها المتتبعون “سابقة إيجابية” نحو الحد من انتشار مظاهر الإدمان والسلوكات السلبية المرتبطة بهذه المحلات.
مصادر من داخل السلطات الترابية شددت على أن هذه الحملة ليست ظرفية، بل جزء من رؤية مستمرة تستهدف جميع الأنشطة غير القانونية، مع التأكيد على أن أي محاولة لإعادة فتح هذه المراكز ستواجه بالصرامة نفسها.
وتشير المعطيات إلى أن القضاء على هذه المحلات لم يكن مهمة سهلة بالنظر إلى انتشارها الواسع واعتماد بعضها طرقاً ملتوية للتهريب وإعادة التشغيل. غير أن التنسيق القوي بين رجال السلطة بالدائرة الحضرية المعمورة والمصالح الجماعية كان حاسماً، إذ عملت الفرق الميدانية ليلاً ونهاراً على تطويق كل المنافذ وتشديد المراقبة إلى غاية إعلان القنيطرة مدينة بلا شيشة.
