✍️ بقلم: رضى الملياني
الدار البيضاء، الاثنين 3 نونبر 2025
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في استخدام الشيشة الإلكترونية بين فئة الشباب، خصوصا في المدن الكبرى، حيث أصبحت هذه الظاهرة تبدو كوسيلة للتسلية أو مواكبة الموضة، دون وعي بالمخاطر الصحية الكبيرة التي تحملها. يروج للشيشة الإلكترونية في كثير من الأحيان بأنها أقل ضررا من التدخين التقليدي، إلا أنها تحتوي على مادة النيكوتين المسببة للإدمان، وهو ما يجعل الشباب أكثر عرضة لتغيير الدماغ في مرحلة المراهقة وزيادة احتمالية الانخراط في تعاطي التبغ ومنتجات أخرى لاحقا. الشيشة الإلكترونية ليست مجرد بخار ماء نقي، فهي تحتوي على مواد كيميائية سامة مثل الفورمالديهايد والجليسيرين والبروبيلين غليكول، وهذه المواد قد تسبب مشاكل في الرئة والجهاز التنفسي، بالإضافة إلى زيادة خطر التهاب الشعب الهوائية، والحساسية، وحتى بعض أمراض القلب على المدى الطويل. أحد أبرز أسباب انتشار هذه الظاهرة بين الشباب هو الاعتقاد الخاطئ بأن الشيشة الإلكترونية "آمنة"، مقارنة بالتدخين التقليدي، ما يدفع الكثيرين إلى استخدامها بشكل يومي دون إدراك أن المخاطر الصحية الحقيقية تتراكم تدريجيا وتظهر أحيانا بعد سنوات طويلة من التعاطي. لذلك، يصبح التوعية والتحسيس أمرا ضروريا لحماية الشباب من هذه العادة المتفشية، ويجب أن يشارك في ذلك المجتمع والأسرة والمدارس من خلال تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة، وتقديم بدائل ترفيهية آمنة، وإكسابهم ثقافة صحية تمكنهم من فهم خطورة هذه المنتجات على المدى الطويل. وفي الختام، يمكن القول إن الشيشة الإلكترونية ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل هي خطر صامت يهدد صحة الشباب ويقودهم نحو الإدمان، والوعي المبكر والتحسيس المستمر هما الطريق الأمثل لحماية الأجيال القادمة من هذه الظاهرة.
فقط للإشارة، نزولا عند طلب بعض الأصدقاء، نخص بالذكر الصديق أغرداش عبد المطلب، نائم نعمان، وأشرف، الذين دعونا للتطرق إلى هذا الموضوع الهام، على أمل أن يسهم هذا المقال في زيادة الوعي حول المخاطر الصحية للشيشة الإلكترونية، وتشجيع الشباب على تبني أسلوب حياة أكثر صحة وسلامة.

