بقلم: الملياني رضى
2024.10.28
يعيش سكان دوار الشيشان بدار بوعزة على وقع معاناة متواصلة تكشف حجم الإهمال الذي يطال المنطقة، حيث تحوّل غياب الإنارة العمومية وضعف خدمات النظافة إلى كابوس يومي يهدّد راحة وأمان المواطنين.
فمع حلول الليل، يغرق الدوار في ظلام دامس يجعل التنقل مغامرة محفوفة بالمخاطر، خاصة بالنسبة للنساء والتلاميذ والعاملين الذين يضطرون للمرور عبر طرق مظلمة تحفّها الحفر والبرك المائية. ويصف بعض الساكنة الوضع بكونه “ليلا بلا أمان”، في ظل غياب أعمدة إنارة كافية أو صيانة للمصابيح المعطلة منذ شهور.
ولا يقف الأمر عند حدود الظلام، فـالروائح الكريهة المنبعثة من الأزبال المتراكمة ومياه الصرف العشوائية تضيف مشهدا آخر من المعاناة. فغياب تدخلات جماعة دار بوعزة في تدبير قطاع النظافة والتطهير البيئي جعل المكان يتحول إلى بؤرة للتلوث، تنبعث منها روائح تزكم الأنوف وتثير استياء السكان الذين سئموا من توجيه الشكايات دون مجيب.
ويقول أحد المتضررين: “نعيش بين الظلام والروائح، ولا نطلب المستحيل، فقط الحد الأدنى من الكرامة والاهتمام”. تصريح يلخص حجم الإهمال الذي يعاني منه هذا الدوار، والذي لا يبعد كثيرا عن المراكز الحضرية التي تنعم بالخدمات الأساسية نفسها التي يفترض أن يستفيد منها الجميع دون تمييز.
تطرح هذه الوضعية تساؤلات ملحّة حول مدى التزام الجماعة الترابية والسلطات المحلية بواجبها في تحسين البنية التحتية والخدمات العمومية، خاصة وأن المنطقة تشهد توسعا عمرانياً متسارعا يفترض أن يوازيه تطوير للمرافق والخدمات الأساسية.
ويبقى الأمل قائما في أن تتحرك الجهات المسؤولة بسرعة وجدية، قبل أن يتحول هذا الإهمال إلى أزمة بيئية وأمنية حقيقية، وأن يتم الإنصات لصوت الساكنة التي لم تعد تطلب سوى العيش في بيئة آمنة ونظيفة تحفظ كرامتها.

