بقلم : الملياني رضى2025.10.24
الصحافة، بالنسبة لي، ليست مجرد مهنة، بل رسالة ومسؤولية وأمانة. منذ أن حملت القلم في يدي، أدركت أن هذا القلم ليس مجرد أداة للكتابة، بل سيف ذو حدين؛ قادر على نشر الحقيقة ونور المعرفة، وفي الوقت ذاته قادر على مواجهة المخاطر والتحديات اليومية. الصحافة مهنة الأخلاق، وميدان المتاعب، لأنها تتطلب الصدق والشجاعة في كل كلمة تكتب، وفي كل حدث يتابع.بقلمي، أكتب اليوم عن من يستحق الشكر والامتنان، عن الرجال والنساء الذين أضاءوا الطريق بجهودهم، وأسهموا في خدمة المجتمع بكل تفان. أكتب عن تلك اللحظات التي تحتاج فيها الكلمات لتكون شاهدة على العطاء، فلا يكفي أن نشكر بصمت، بل يجب أن نسجل التاريخ بأحرفه. كل كلمة أكتبها هنا تحمل أمانة، وكل جملة تشهد على فعل نبيل يستحق التقدير، فأنا أعلم أن قلمي يحمل عبئا كبيرا؛ ليس فقط في نقل الأخبار، بل في رسم صورة حقيقية للواقع، بعين ناصعة، وبموضوعية تامة.لكن قلمي لا يقتصر على الشكر والمدح، فهو أيضا أداة للمساءلة والفضح. إذا تجاوز أحد القانون أو أخل بالواجب، لن أتردد في توثيق الحقيقة بكاملها. هذا هو جوهر الصحافة، أن تكون صوت الحق، وأن تواجه التجاوزات بلا خوف، حتى لو كانت موجهة ضد الأقوياء أو المؤثرين. أحيانا تكون هذه المهنة متعبة ومرهقة، لأن المسؤولية كبيرة، والضغوط كثيرة، وأحيانا يشعر المرء بثقل الكلمات التي يجب أن تقال. ومع ذلك، لا شيء يضاهي شعور رفع القلم لنقل الحقيقة كما هي، بكل شجاعة ومصداقية.من خلال تجربتي، تعلمت أن الصحافة ليست مجرد نقل الأخبار، بل فن التعامل مع المسؤولية والأخلاق. القلم الذي أحمله لا يكتب فقط ما يشاع أو ما هو سهل، بل يسعى دائما للوصول إلى الحقيقة الكاملة، مهما كانت صعبة أو مؤلمة. لقد أصبحت هذه المهنة جزءا من حياتي، جزءا من هويتي، فكل مقال أكتبه هو انعكاس لضميري المهني والأخلاقي، وكل تحقيق أنجزه هو جسر بين الحقيقة والمجتمع.وبالرغم من كل الصعوبات، لا يمكنني أن أنكر متعة هذا العمل. متعة أن ترى كلماتك تؤثر في الناس، أن تصل رسالتك إلى من يحتاجها، أن تكتب اليوم عن من يستحق الشكر، وغدا تكشف التجاوزات لتكون شاهدا على الحق. هذه هي الصحافة: سيف ذو حدين، يحمل في طياته القوة والخطر، الفخر والمسؤولية، الشكر والفضح. ومما يملأ قلبي حماسة ويشحنني بالطاقة، هي كلمات الناس الذين ألتقي بهم في الشارع وفي الأسواق، ممن يثمنون مجهوداتي ويشجعونني على الاستمرار. أجد في ابتساماتهم، وفي كلماتهم الرقيقة، قوة التفكير والإلهام للكتابة أكثر، للغوص في عمق الأحداث، ولرسم الحقيقة بلا خوف. يقولون لي: “تابع عملك، نحن نفتخر بما تكتب”، و”كلماتك تصل إلى قلوبنا، لا تتوقف عن الكتابة”، وهذه الشهادات الحية تمنحني شعورا بأن ما أفعله له أثر حقيقي، وأن صوتي يصل إلى الناس ويحدث فرقا.ختاما، أتقدم بجزيل الشكر لكل من التقيتهم، لكل من استمع لكلماتي، ولكل من شاركني تقدير جهودي بكلمات طيبة ورقيقة. كما أوجه امتناني إلى كل المتابعين الذين يدعمونني ويحفزوني على المضي قدما، فأنتم مصدر الإلهام والدافع الأكبر لكل مقال، وكل كلمة أكتبها. ولا يفوتني أن أشكر بشكل خاص السيد رئيس التحرير هشام مداحي – جريدة العربية ما، على ثقته وتشجيعه المستمر، ودعمه الذي يعزز عزيمتي في مواصلة الكتابة بمهنية وشغف. بقلمي، أعدكم بأن أواصل المسير في مهنة الصحافة، بين الأخلاق والمتاعب، حاملا رسالتي ومسؤولياتي بكل صدق وشجاعة، وأؤكد أن كل كلمة تكتب ليست مجرد خبر، بل شهادة على الحق والعدل، وامتنان لكل من يقدرها.

