سواء اتفقت معه أو اختلفت، يبقى “أمين أمنير “أحد أبرز صناع المحتوى في المغرب الذين اختاروا أن يصنعوا الفرق بالفعل لا بالقول، وبالإصلاح لا بمجرد الانتقاد. بعيدًا عن مسارات الترف الرقمي أو البحث عن المشاهدات العابرة، اختار هذا الشاب أن يضع تأثيره في خدمة قضايا اجتماعية وإنسانية، بأسلوب عملي وملموس.
أحدث إنجازاته تمثل في افتتاح مشروع شق طريق بمنطقة جبلية وعرة، بتكلفة فاقت 270 مليون سنتيم، مشروع لم يكن حدثًا إعلاميًا عابرًا، بل خطوة نوعية فكّت العزلة عن 28 قرية، ولامست واقع آلاف السكان الذين عانوا لعقود من الإقصاء الجغرافي والاجتماعي.
نجاح هذا المشروع لم يكن نهاية المسار، بل بداية لتحدٍ جديد أكثر طموحًا: بناء 100 منزل للأسر المحتاجة. مبادرة تُترجم إيمانه بأن التغيير الحقيقي يبدأ من الميدان، وأن الوطنية ليست شعارًا، بل التزامًا ومسؤولية.
ما يميز تجربة” أمين أمنير “ليس فقط حجم المشاريع أو أرقامها، بل الرسالة التي تحملها: أنه في زمن الضجيج الرقمي، ما زال بالإمكان استخدام المنصات لبناء جسور من الأمل، لا أسوار من التفرقة.
إن ما يقوم به هذا الشاب ومَن معه من فريق ومساهمين، يفتح الباب أمام نقاش أعمق حول دور صناع المحتوى في التنمية المجتمعية، وحول الحاجة إلى نماذج رقمية إيجابية تترجم التأثير إلى مبادرات حقيقية، بعيدًا عن الاستهلاك السطحي للمنصات.
وفي مغرب يبحث عن العدالة المجالية والتنمية المستدامة، تظل مثل هذه المبادرات بمثابة رسائل ملهمة، تؤكد أن العمل الميداني، حين يقوده صدق النية وحب الوطن، قادر على أن يحدث فرقًا حقيقيًا.
كل التقدير والاحترام ل “أمين أمنير” ولكل من يساهم في بناء مغرب يتسع للجميع، بالفعل لا بالوعود.

