طارق السكتيوي.. منافس قوي لوليد الركراكي على عرش الأسود

فجأة، وجد وليد الركراكي نفسه أمام منافس جديد على قلوب الجماهير المغربية، بعدما أصبح اسم طارق السكتيوي يطفو بقوة على الساحة الكروية الوطنية، خصوصاً بعد قيادته المنتخب المغربي للتتويج بكأس إفريقيا للمحليين، وقبلها الظفر بالميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية. هذه الإنجازات جعلت الكثيرين يرونه المرشح الأبرز لخلافة الركراكي على رأس المنتخب الأول.

غير أن التعمق في مسار السكتيوي يكشف أنه لم يصل لهذه المكانة صدفة، بل بذكاء وحنكة في استثمار بعض الثغرات التي وقع فيها الركراكي. فقد برز الرجل بأسلوب مختلف، خصوصاً في تعامله مع الإعلام؛ إذ دأب على الإشادة بالصحفيين وتقدير مجهوداتهم، محاولاً أن يظل دبلوماسياً حتى في الرد على الأسئلة المستفزة. خطابه هادئ، إيجابي، وخالٍ من أي تجريح أو تعالٍ، وهو ما يعكس شخصيته المتواضعة التي أكدها في أكثر من مناسبة قائلاً: “من تواضع لله رفعه”.

إضافة إلى ذلك، منح السكتيوي قيمة مضافة للاعبيه، خاصة أولئك الذين لم يحظوا بفرصة مع المنتخب الأول، مثل ربيع حريمات، ما أكسبه احتراماً كبيراً من عناصره وجعل الانسجام سيد الموقف داخل مجموعته.

لكن نقطة القوة الأبرز للسكيتيوي تكمن في الجانب التكتيكي، حيث أظهر قدرة عالية على قراءة المباريات وقلب الموازين، وهو ما لم يكن ليتحقق لولا المساندة الكبيرة من مساعده يوسف حجي. فقد تمكن في أكثر من مواجهة من تحويل التأخر إلى انتصار بفضل قرارات فنية جريئة وتغييرات ناجعة.

كل هذه العوامل جعلت السكيتيوي يكسب نقاطاً مهمة أمام الركراكي، ليُنظر إليه اليوم كخليفة محتمل له في قيادة المنتخب الوطني الأول. ومع اقتراب موعد كأس إفريقيا المقبلة في دجنبر، يبقى الامتحان الحقيقي هو الذي سيحسم ما إذا كان السكتيوي سيواصل صعوده نحو القمة أم لا.

كما يقال: “عند الامتحان يعز المرء أو يهان”.

شارك الخبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top