حوادث سيارات الأجرة بالجديدة.. ضغط “الروسيطة” واستنزاف القدرة البدنيةفي الآونة الأخيرة، سجلت مدينة الجديدة، تزايدًا مقلقًا في حوادث السير التي تكون سيارات الأجرة طرفًا فيها، خاصة الصنف الصغير. ورغم أن الأسباب التقنية والمادية تبقى واردة، إلا أن كثيرًا من المراقبين والمهنيين يُجمعون على أن “الروسيطة” اليومية المرتفعة تُعد أحد أبرز العوامل الضاغطة التي تدفع السائقين نحو القيادة تحت ضغط نفسي وجسدي كبير.الـ”روسيطة” – أي المبلغ المالي الذي يلتزم السائق بتسليمه يوميًا لمالك السيارة – وصلت خلال بداية شهر يوليوز إلى 450 درهم، دون احتساب مصاريف الوقود والصيانة ومصاريف المعيشة، ما يجعل السائق يضطر للعمل لساعات طويلة تتجاوز 12 ساعة في اليوم، في ظروف مرهقة، وضمن شبكة طرق تعاني بدورها من الاكتظاظ وغياب التشوير في بعض النقط السوداء.ويُحذر فاعلون جمعويون ومهنيون من أن استمرار الوضع على ما هو عليه يُهدد بارتفاع حوادث السير، ويعرض حياة السائقين والركاب والمارة للخطر. كما يطالبون بفتح حوار جدي بين السلطات المحلية، والنقابات، وأرباب سيارات الأجرة لإعادة النظر في طبيعة العلاقة التعاقدية، وتحديد سقف معقول للروسيطة يراعي الكرامة الإنسانية للمهنيين.جدير بالذكر أن عددا من الحوادث الأخيرة شهدت اصطدامات بين سيارات الأجرة ومركبات أخرى، بعضها وقع في ساعات متأخرة من الليل، ما يُعزز فرضية الإرهاق الشديد للسائقين.وفي غياب مراقبة صارمة أو حلول هيكلية، يبقى الخطر مستمرا، والحاجة مُلحة لتدخل عاجل يوازن بين مصالح أرباب الرخص وحقوق السائقين، حفاظا على السلامة الطرقية أولًا، وكرامة العمل ثانيًا.