وأخيرا عاد الهدوء يومه الأحد لبلدة توري باتشيكو التابعة لمدينة مورسيا بعدما اشتعل فتيل الاشتباكات منذ يوم الاربعاء الماضي بعد اعتداء مجهولين على مسن يبلغ من العمر ثمانية وستين عاما .
هذا وستستمر حملة الاعتقالات في صفوف المهاجرين وكذا نشطاء الجماعات اليمينية المتطرفة لمعرفة ملابسات الحادث الذي هز جنوب شرق إسبانيا ، واندلعت على إثره مظاهرات واشتباكات عنيفة ، تبادل خلالها المتظاهرون الرشق بالحجارة .
وقد طالبت السلطات المحلية بتعزيز فوري لقوات الحرس المدني لعدم قدرتها على مواجهة للتصدي للمتظاهرين بمفردها ، ولذلك ، فقد اعلنت ممثلة الحكومة المركزية نشرها لقوة أمنية موسعة خلال عطلة نهاية الأسبوع ، كما أكدت جاهزية السلطات لإصدار مزيد من الاعتقالات عند الضرورة .
ومن المعلوم ان حوالي ثلث سكان توري باتشيكو من المهاجرين الأجانب ، والذين يعملون في مجال الزراعة بأجر يومي باعتبارها إحدى ركائز الاقتصاد في هذه المنطقة بالذات .
جدير بالذكر ان هذه الأحداث تعتبر الأسوا من نوعها طيلة العقود القليلة الماضية ، وقد اندلعت بعد قيام قيام مهاجرين بالاعتداء على رجل مسن كان يقوم بتزهته المعتادة قرب مقبرة المدينة ، ووثقوا حادث الاعتداء عليه لنشره عبر تطبيق التكتوك .
المسن يخضع حاليا للعلاج بمنزله بعدما أصيب بجروح متفاوتة الخطورة ، ومازالت السلطات الأمنية لم تعتقل المعتدين لحد الآن ، رغم انتشار مقاطع فيديو توثق لحادث الاعتداء الشنيع .
بعد حادث الاعتداء مباشرة ، هجم متظاهرون معروفون بميلهم للمواقف اليمينية المتطرفة ولاحقوا شبانا مغاربة وحاولوا الاعتداء عليهم ، وقد تدخلت الشرطة بقوة في الوقت المناسب ، واضطرت لاسعمال العصي لتفريق المتظاهرين .
الحادث أثار عدة ردود فعل متباينة على الصعيدين الاجتماعي والسياسي ، حيث اعتبره حزب بوديموس مذبحة عنصرية ، محملا المسؤولية لأحزاب يمينية متطرفة وعلى رأسها حزب فوكس ، واتهمها بإثارة نعرات عدائية ضد المهاجرين المغاربة على وجه الخصوص .
و من المعلوم أنه قبل أسبوعين تراجعت حكومة مرسية عن اقاراحها بشراء مساكن للقاصرين الاجانب غير المصحوبين بذويهم ، بعدما تعرض حزب الشعب المحافظ للتهديد من حزب فوكس ، خاصة وأن الاول بحاجة للثاني للمصادقة على القوانين وتمرير التشريعات .
وعودة للتظاهرات والاشتباكات ، فقد جمعت بين نشطاء يمينيين متطرفين يرتدون ملابس جماعات يمينية ، ومهاجرين يحملون أعلاما مغربية . فهل يكون هؤلاء مغاربة فعلا ام ان البوليزاريو ترغب بإلصاق التهمة بالمغرب ، خاصة وأنها تحاول بكل الطرق الإساءة للمغرب وللمغاربة .
هذا وقد أصيب خلال الاحداث الأخيرة خمسة أشخاص ، وقد تم توثيق هذه الاحداث حيث انتشرت فيديوهات كثيرة بهذا الصدد في المنصات الاجتماعية فضلا عن وسائل الإعلام المحلية .
هل تعود الاشتباكات من جديد ، سيما وأنها توقفت ليلة أمس بعد تدخل قوي للشرطة ، من تسبب في اندلاع هذه الأحداث ، هل تضطر السلطات المحلية لطرد المهاجرين كما طالب بذلك المتطرفون ، إلى أي حد تساهم الأحداث المذكورة في التأثير على مستقبل مغاربة الخارج ، ، ما رد الحكومة المغربية خاصة وان اصابع الاتهام تشير لمهاجرين مغاربة
بقلم: الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم