عرفت مواقع التواصل الاجتماعي المغربية في الآونة الأخيرة حالة من الغليان بعد بروز قضية جديدة جمعت بين المؤثرة المغربية شيماء، المعروفة بلقب مولات الضحكة، وزوجها أشرف الملقب بـ AGS. القضية تحولت إلى حديث الرأي العام، بعدما خرجت شيماء في بث مباشر تبكي وتكشف تفاصيل صادمة حول ما عاشته معه خلال فترة زواج قصيرة لم تتجاوز عشرة أيام.
من البساطة إلى عالم الشهرة
شيماء، الشابة المغربية التي اشتهرت على تطبيق “تيك توك”، عُرفت بابتسامتها الدائمة وروحها المرحة، ما جعلها محبوبة عند الآلاف من المتابعين. انطلقت مسيرتها من ظروف مادية صعبة، حيث عاشت حياة بسيطة داخل بيت متواضع، قبل أن تنجح في تحسين وضعيتها بفضل عملها المستمر على مواقع التواصل الاجتماعي.
مع مرور الوقت، تمكنت شيماء من السفر خارج المغرب أكثر من مرة، وحجزت مكانة مهمة بين مشاهير السوشيال ميديا، لتصبح من أبرز الأسماء النسائية المؤثرة.
أشرف… بين الادعاءات والهدايا الفاخرة
في المقابل، برز اسم أشرف، الذي اشتهر بلقب AGS على منصات التواصل. كان يقدم نفسه على أنه رجل أعمال ناجح داخل المغرب وخارجه، بل ويؤكد في لايفاته أنه عنصر في المخابرات العسكرية، وأن عائلته مقربة من القصر الملكي، وأن شقيقته تعمل في المجال القضائي.
غير أن ما اعتبره المتابعون “هالة من النجاح والقوة” لم يكن سوى واجهة، إذ تشير تسريبات صوتية وفيديوهات متداولة إلى كونه اعتاد استهداف المؤثرات المعروفات على “تيك توك”، عبر إغراقهن بالهدايا الافتراضية باهظة الثمن، والتقرب منهن بوهم الاستقرار والزواج.
قصة حب سريعة وزواج مفاجئ
بحسب ما هو متداول، لم تمر سوى أسابيع قليلة على تعارف أشرف بشيماء حتى تقدم لخطبتها. الزواج تم بسرعة كبيرة لم تتجاوز عشرة أيام، وأصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي. لكن فرحة شيماء لم تدم طويلًا، إذ غادر أشرف إلى بلجيكا بعد أسبوع واحد فقط من الزواج، تاركًا وراءه أسئلة كثيرة وعلامات استفهام حول نواياه الحقيقية.
اعترافات مؤثرة بالدموع
المفاجأة الكبرى وقعت عندما ظهرت شيماء في بث مباشر على حسابها بتيك توك، وبدت ملامح الألم واضحة على وجهها. انهارت بالبكاء أمام جمهورها الواسع، كاشفة أنها تعرضت للعنف الجسدي والنفسي، التهديد، والتشهير من طرف زوجها أشرف. كما أكدت أنها وضعت شكايات رسمية لدى وكيل جلالة الملك، مرفقة بالأدلة التي تدين ممارساته، إلى جانب رفع دعوى قضائية للطلاق.
شهادات سابقة ضد أشرف
القضية أخذت منحى أكثر خطورة عندما تذكّر الرأي العام أن طليقة أشرف سبق أن خرجت في تصريحات إعلامية، تحدثت فيها عن معاناتها معه، معتبرة أنه مارس عليها نفس الأساليب.
كما خرج عدد من المشاهير على منصات التواصل، أبرزهم خبير التجميل المعروف جواد قنانة، والمؤثرة دنيا المعروفة بلقب كروفيتا، ورجل الأعمال المغربي نوفل موسى الملقب بـ طالوني، إضافة إلى ناشط آخر يلقب بـ جوكير المقيم في إيطاليا. جميعهم أكدوا أن أشرف نصاب، يمارس الابتزاز، ويعتمد على أساليب مشبوهة للإيقاع بضحاياه.
لطيف العلوي: صوت الجالية المغربية في دعم شيماء
وأكد الأستاذ لطيف العلوي، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، أن ما يقوم به أشرف من ادعاءات كاذبة لن يمر دون مساءلة، مشيرًا إلى أن الجالية المغربية بالخارج لن تتوانى عن اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لردع من يستغل السوشيال ميديا للادعاء بانتماء عسكري وتهديد الآخرين.
وأضاف العلوي في حديثه معنا أن تضامنه مع شيماء “قلبًا وقالبًا”، معتبرًا قضيتها قضية كل مغربي شريف، ومشدّدًا على أن حماية المواطنين والمواطنات من الابتزاز والتشهير واجب وطني وأخلاقي.
لطيف العلوي معروف بدفاعه المستمر عن بلدِه وقيمه، وبجهوده الدائمة لتمثيل المغرب بأفضل صورة في أمريكا، ما يجعله صوتًا قويًا ومؤثرًا للجالية المغربية في مواجهة الظلم والابتزاز
انتحال صفة عسكرية… قضية أمام العدالة
من بين الاتهامات الأخطر الموجهة إلى أشرف، انتحاله صفة كومندو في المخابرات العسكرية. وهو الأمر الذي أثار استنكارًا واسعًا، باعتبار أن مثل هذه الادعاءات تمس مؤسسات حساسة في الدولة. العديد من النشطاء طالبوا بفتح تحقيق عاجل من طرف السلطات المغربية للتأكد من حقيقة هذه الادعاءات، ومحاسبة المتورط إن ثبت ذلك.
تداعيات اجتماعية وإعلامية
قضية شيماء وأشرف تجاوزت كونها مجرد خلاف أسري، لتتحول إلى ظاهرة تستحق التوقف عندها. فهي تكشف الوجه المظلم للسوشيال ميديا، حيث يمكن لشخص أن يبني صورة وهمية اعتمادًا على الكذب والخداع، ويستغل شهرة الآخرين لتحقيق مصالح شخصية. كما تعكس هشاشة العلاقات التي تُبنى بسرعة في فضاء افتراضي، دون معرفة عميقة أو ثقة حقيقية.
ما بين “مولات الضحكة” التي صنعت مجدها بجهدها الذاتي، وأشرف الذي أثار الجدل بادعاءاته المتكررة، يقف الرأي العام المغربي أمام قصة مثيرة ما زالت تفاصيلها تتكشف يومًا بعد يوم. ومع الشكايات المرفوعة لدى القضاء، يبقى الحسم في هذه القضية بيد العدالة المغربية، التي يُنتظر أن تقول كلمتها الفصل في الاتهامات المتعلقة بالتشهير، الابتزاز، العنف، وانتحال الصفة..
بقلم : مولاي الشريف أيوب