
أثارت زلة لسان بسيطة لمقدمة الأخبار بالقناة الثانية، الأستاذة سناء رحيمي، أثناء تقديمها للنشرة، ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، وإذا كان من الطبيعي أن يسجل بعض المشاهدين ملاحظاتهم وانتقاداتهم، فإن المبالغة في تضخيم الموضوع تبقى أمرا غير مفهوم، خاصة وأن مثل هذه الأخطاء واردة حتى في أعرق القنوات الدولية.
الوقوف أمام الكاميرا ليس مهمة سهلة كما قد يعتقد البعض، فهو يحمل رهبة لا يعرفها إلا من جربها، حتى وإن كان النص مكتوبا على شاشة التليبرومتر، الأمر نفسه ينطبق على الميكروفون في العمل الإذاعي، حيث يظل احتمال وقوع الخطأ قائما مهما بلغت خبرة المذيع أو المقدم.
ولعل أقرب مثال على ذلك ما يحدث أحياناً مع أئمة المساجد، الذين قد يخطئون في قراءة القرآن الكريم رغم سنوات طويلة من الحفظ والمراجعة، ومع ذلك يتفهم المصلون أن الأمر يدخل في باب السهو البشري، فكيف لا نتفهم هفوة إعلامية شابة تبذل مجهودا كبيرا لتشريف الإعلام الوطني؟
النقد البناء مطلوب، لكنه يجب أن يبقى في حدود المعقول ومتناسبا مع حجم الخطأ، بعيدا عن المبالغة أو تحويل زلة عابرة إلى مادة للتجريح، واللافت أن ما صدر عن سناء رحيمي بخصوص عمر صاحب الجلالة الملك محمد السادس “وإن جاء على شكل زلة” يمكن أن يقرأ في جانب آخر كدعاء صادق بأن يطيل الله في عمره أعواماً مديدة وبالصحة وعافية، وليبقى ذخرا لهذا الوطن.