“أمٌّ ترفع يدها في وجه المسؤولين.. ودمعة صامتة تُحرج الوزير!”

وسط أجواء رسمية طبعتها البروتوكولات، والابتسامات المعتادة في زيارات الوزراء، خطفت سيدة مسنّة الأنظار، وهي تتقدم نحو سيارة وزير الصحة، ترفع يدها المرتعشة بصرخة غير مسموعة:
“ولدي.. راه كيتعذّب، واش ماعندو حتى حق فهاد البلاد؟”
دموعها لم تكن مسرحًا ولا تمثيلًا.. كانت وجعًا قديمًا، تراكم فوق جراح السنوات، والانتظار الطويل في قاعات المستشفيات التي لا تستجيب، والملفات الإدارية التي لا تُفتح إلا بالمعارف أو الوساطات.
ابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، لا صوت له.. لكن الأم تكلمت بصدق كل الأمهات المنسيات. تكلمت عن الفقر، عن قلة الإمكانيات، عن الحاجة لكرامة قبل الدواء، وحق قبل الصدقة.
الوزير، وإن حاول الابتسام، بدا للحظة كمن اصطدم بالحقيقة خارج التصريحات الرسمية. فالمشهد لم يكن جزءًا من السيناريو.
هذه ليست أرقامًا في تقرير.. هذه حياة، وألم، ومعاناة مزمنة.
أين حق ذوي الاحتياجات الخاصة في الرعاية الصحية؟
أين مؤسسات المواكبة، الدعم النفسي، العلاج المجاني، التنقل المُيسر؟
أين الدولة الاجتماعية التي وُعد بها المواطن البسيط؟
في مدينة مثل الرشيدية، حيث يختلط الصبر بالحاجة، والكرامة بالقهر، تأتي هذه الصور لتُحرج الجميع: من المنتخب المحلي إلى أعلى سلطة مركزية.
هي رسالة من أم، لكنها صوت شعب.