مواكبة: أنوار العسري
احتضنت جماعة أربعاء عياشة بإقليم العرائش، صباح اليوم الجمعة 14 نونبر، فعاليات الإطلاق الرسمي للموسم الفلاحي الوطني 2025-2026، في حفل ترأسه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، بحضور مسؤولين مركزيين وجهويين وفاعلين في القطاع.
وجاء هذا الإطلاق في سياق دقيق يتسم بتأخر الأمطار واستمرار العجز المائي للسنة السابعة على التوالي، ما دفع الوزارة إلى تأجيل الإعلان الرسمي عن الموسم الجديد إلى غاية اتضاح ملامح التساقطات المطرية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الوزير أن المغرب “واجه طوال سبع سنوات متتالية جفافاً قاسياً أثّر بشكل مباشر على الفلاحين والغطاء النباتي والمجال القروي”، لكنه شدد في المقابل على صمود القطاع الفلاحي الذي حقق خلال موسم 2024-2025 نسبة نمو بلغت حوالي 6% مقارنة بالموسم السابق، بفضل تعبئة مختلف المتدخلين وبرامج استراتيجية “الجيل الأخضر”.
وعلى هامش الإطلاق الرسمي، أشرف الوزير على تدشين وحدة حديثة لعصر زيت الزيتون بجماعة سيدي اليماني، في خطوة تعزز تثمين سلسلة الزيتون التي تُعد من أهم الزراعات الاستراتيجية بجهة طنجة تطوان الحسيمة. وتطمح هذه الوحدة إلى الرفع من الجودة، ودعم الفلاحين الصغار، وإدماجهم في سلاسل القيمة.
تدابير داعمة للفلاحين وبرامج استثنائية لمواجهة الجفاف
وأعلنت الوزارة عن حزمة تدابير تُهمّ دعم عوامل الإنتاج، تحديث السلاسل الفلاحية، تحسين تدبير مياه الري، تعزيز التأمين الفلاحي والتمويل، إضافة إلى مواكبة الفلاحين للتخفيف من آثار الجفاف المتتالي.
وفي هذا السياق، قدمت المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية بطنجة تطوان الحسيمة برنامجاً متكاملاً يشمل:
زيارات تأطيرية وأيام تحسيسية
مدارس حقلية وتكوينات وورشات
رحلات دراسية وزيارات ميدانية
استعمال الوسائط الرقمية
دعم الاستشارة الفلاحية الخاصة
المديرية، التي تضم 5 مصالح إقليمية و14 مركزاً فلاحياً و47 مستشاراً، تعمل على مواكبة مشاريع الفلاحة التضامنية والأراضي السلالية والمقاولين الشباب والنساء القرويات، إلى جانب تنزيل البرنامج الوطني للاقتصاد في الماء وتتبع الموسم الفلاحي.
وتبرز ضمن المخطط الجهوي أهداف طموحة في أفق سنة 2030، أهمها:
دعم جيل جديد من المقاولين الفلاحيين الشباب
مواكبة 872 مشروعاً مقاولاتياً
تأطير 3060 شاباً
إنجاز 315 خطة عمل
تنظيم أزيد من 450 عملية استشارة فلاحية
وتتوزع المشاريع على مختلف الأقاليم، أبرزها: طنجة أصيلة، تطوان، العرائش، الحسيمة، شفشاون، والفحص أنجرة.
النحل كنموذج لنجاح المشاريع الفلاحية
ومن بين التجارب الناجحة التي تم تقديمها، مشروع تثمين سلسلة تربية النحل، الذي ساهم في:
الرفع من إنتاجية الخلايا
تحسين دخل المرأة القروية
خلق فرص عمل قارة ومؤقتة
تطوير منتجات ذات جودة عالية
المشاركة في معارض وطنية ودولية
وحقق هذا المشروع رقم معاملات بلغ 720 ألف درهم سنوياً، إضافة إلى نقطة بيع معتمدة وإدماج التعاونيات في منظومة التسويق
الإطلاق الرسمي للموسم الفلاحي من إقليم العرائش يؤكد مكانة الجهة كقطب فلاحي صاعد، ويعكس إرادة قوية لمواصلة تنزيل “الجيل الأخضر” رغم الظروف المناخية الصعبة. كما يعزز الثقة في قدرة الفلاح المغربي على تجاوز التحديات، بفضل الدعم المؤسساتي وتطوير سلاسل الإنتاج





