منطقتا سلام 1 وسلام 2 اهل الغلام بمقاطعة سيدي مومن – عمالة سيدي البرنوصي تعيشان منذ سنوات طويلة على وقع معاناة مستمرة بسبب غياب تهيئة حقيقية للأزقة والشوارع حيث تزداد الأوضاع صعوبة مع كل فصل شتاء إذ تتحول الطرقات غير المعبدة إلى أوحال تعيق حركة المواطنين وتزيد من مشاكل التنقل خاصة بالنسبة للتلاميذ والنساء والمرضى.
ورغم أن هذه الأحياء استفادت في وقت سابق من برنامج إعادة إيواء قاطني دور الصفيح في إطار المبادرة الملكية السامية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده منذ أكثر من 18 سنة والتي شملت أحياء صفيحية كبرى من بينها كريان السكويلة وكريان طوما إلا أن الساكنة لا تزال تنتظر استكمال حلقات هذا المشروع الملكي الطموح عبر تهيئة البنيات التحتية الأساسية التي تضمن حياة كريمة ومحيطا لائقاً
لقد كان جلالته حفظه الله ولا يزال يؤكد في كل خطاباته وتوجيهاته على أن التنمية الحضرية الشاملة ومحاربة الهشاشة تمثل إحدى ركائز العدالة الاجتماعية وهو ما يجعل من المؤسف أن تستمر معاناة ساكنة سلام 1 وسلام 2 مع أبسط الحقوق الأساسية وفي مقدمتها الحق في طرق مهيأة وشوارع تسهل التنقل وتحافظ على كرامة الإنسان.
الاتفاقية المبرمة بين عدة شركاء مؤسساتيين (ولاية جهة الدار البيضاء-سطات، مجلس جماعة الدار البيضاء، مجلس عمالة الدار البيضاء، شركة العمران والتي ترصد غلافا ماليا قدره 40 مليون درهم جاءت لتضع حدا لهذه الوضعية. غير أن التأخر الكبير في تفعيلها يثير قلق الساكنة التي لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الانتظار.
لكن وبالرغم من أهمية المشروع وأثره المباشر على الحياة اليومية للمواطنين لا يزال التنفيذ يعرف تأخرا غير مبرر وهو ما يهدد بمضاعفة معاناة الساكنة مع أولى زخات المطر
إن الساكنة وهي على أبواب فصل الشتاء توجه نداء عاجلا إلى كل الشركاء وعلى رأسهم شركة العمران والمجلس الجماعي للدار البيضاء لتسريع وثيرة تنزيل المشروع على أرض الواقع حتى لا تضيع سنة أخرى من عمر المنطقة في الانتظار والمعاناة.
إن التفاعل مع هذا المطلب هو في جوهره وفاء للرؤية الملكية السامية التي جعلت من محاربة السكن غير اللائق ومنح المواطنين حياة كريمة أولوية وطنية منذ بداية الألفية. ساكنة سلام 1 وسلام 2 التي تحملت صعوبات الانتقال من كريان السكويلة وكريان طوما تس8تحق اليوم أن ترى ثمار هذا الانتقال في شوارع معبدة أزقة مؤهلة وبنية تحتية تليق بالمواطن المغربي الذي أراد له ملكه العزيز أن يعيش في ظروف تحفظ كرامته.
وعليه فإننا نناشد جميع المتدخلين بتحمل مسؤولياتهم الكاملة والعمل بتنسيق سريع لتسريع إخراج هذا المشروع إلى حيز التنفيذ. فالوقت حان لإنصاف هذه الأحياء بعد 18 سنة من الصبر والمعاناة الوقت لا يسمح بمزيد من الانتظار والمصلحة العامة تقتضي أن تكون تهيئة الأزقة والشوارع من أولى الأولويات حفاظا على كرامة الساكنة وضمانا لحقها في تنمية حضرية عادلة



