لقد أثبت الفرس عبر التاريخ أنه ليس مجرد وسيلة نقل، بل شريك وفيّ لرجل الدرك، لما يتمتع به من قدرة على التحمل وسهولة الحركة في تضاريس يصعب الوصول إليها. ولعل ما يميز فرقة الخيالة هو هذا الانسجام الفريد بين الإنسان والحيوان، حيث يتكاملان معا في أداء مهام ذات أبعاد متعددة، تشمل حفظ النظام العام، المراقبة البيئية، التدخل في المناطق الجبلية والغابوية، بل وحتى المشاركة الفعالة في مواجهة الكوارث الطبيعية.
ومنذ إحداثها، استطاعت هذه الفرقة أن ترسخ مكانتها كعنصر فعّال في تأمين المناطق الخاضعة لنفوذ الدرك الملكي، وأن تثبت نجاعتها في المهام الموكولة إليها. فقد شكل الحصان، على امتداد أكثر من أربعة عقود، رفيق الدركيين في تنقلاتهم اليومية، خصوصا في المسالك الوعرة التي تعجز المركبات العادية عن اختراقها.
وفي سنة 2000، تم إنشاء أول وحدة للخيالة بالدرك الملكي، قبل أن تشهد هذه التجربة تطورا متسارعا توج بإحداث فرقة الخيالة سنة 2015، لتصبح اليوم، بعد ربع قرن من العطاء، رمزا حيا للانضباط والتضحية والتفاني في خدمة الصالح العام.
إن فرقة الخيالة للدرك الملكي ليست مجرد وحدة أمنية، بل هي تجسيد لقيم الوطنية ونكران الذات التي تميز رجال ونساء الدرك، حيث يشكل حضورها الدائم في الميدان رسالة طمأنة لكل المواطنين ودليلا على العناية البالغة التي توليها المؤسسة لأمنهم وطمأنينتهم.
وبفضل هذه الجهود المتواصلة، يظل الدرك الملكي، بكل وحداته المتخصصة، في طليعة المؤسسات الساهرة على حماية الوطن وصون مكتسباته، وفيا لشعاره الخالد: “الله – الوطن – الملك”





