
في سابقة خطيرة تعكس حجم الإهمال والغش في عدد من المشاريع العمرانية ببوسكورة، تحولت إقامة الاندلس برستيج إلى عنوان بارز لفوضى غابت عنها أبسط شروط السلامة وجودة العيش. فمع أولى التساقطات المطرية، انفجرت الحقيقة كاملة أمام الساكنة: مشروع “راقي” لم يصمد أمام ساعات قليلة من الأمطار، لتظهر العيوب البنيوية التي كانت مخفية خلف الواجهات اللامعة.
الأحياء الداخلية تحولت إلى برك مائية كبيرة، بعض الأزقة تشبه بحيرات صغيرة يصعب المرور منها، والسكان وجدوا أنفسهم محاصرين داخل منازلهم، بينما توقفت حركة السيارات بشكل شبه كامل. كل هذا وسط غياب تام لأي تدخل فوري من الجهات المسؤولة، وكأن الأمر لا يعني أحداً.
انهيار شامل في البنية التحتية
حسب شهادات السكان، فإن قنوات الصرف الصحي انهارت بشكل كامل، مما دفع المياه إلى الارتفاع داخل الأزقة، محدثة خطراً صحياً حقيقياً بسبب اختلاط مياه المطر بمياه عادمة. كما ارتفعت مخاوف السكان من تسرب المياه إلى أساسات البنايات، خصوصاً مع الضعف الكبير للبنية التحتية الذي ظهر بوضوح.
الأمر لا يتعلق فقط بتسربات أو عطب بسيط… بل بفضيحة هندسية وتدبيرية تكشف غياب مراقبة تقنية حقيقية خلال مراحل البناء، وتسليم المشروع رغم وجود اختلالات جذرية كان يجب معالجتها قبل إسكان أي عائلة.
أسئلة حارقة بلا جواب
أين ذهبت الميزانيات المخصصة للبنية التحتية؟
من صادق على تسليم المشروع وهو في هذه الحالة؟
لماذا تتحمل الساكنة ثمن الغش والبريكولاج الذي قامت به بعض الشركات؟
وأين هي الجهات الوصية التي من المفترض أن تراقب الجودة وتحمي المواطن من مثل هذه الكوارث؟
هذه الأسئلة يطرحها اليوم كل سكان الاندلس برستيج، وهم يشاهدون بيوتهم وسط الفوضى والبرك المائية، دون أن يلمسوا أي تحرك جدي من السلطات المحلية أو الإقليمية.
مطالب السكان: تدخل عاجل… وليس وعوداً
السكان يطالبون بـ:
تدخل فوري ومستعجل لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي.
إصلاح جذري وشامل لقنوات الصرف الصحي.
مراقبة تقنية دقيقة من جهات مختصة ومستقلة.
محاسبة الأطراف المتورطة في هذا الخلل الخطير.
ما حدث في الاندلس برستيج ليس مجرد مشكل عرضي، بل فضيحة عمرانية كبيرة يجب أن تُفتح بشأنها تحقيقات عاجلة، حتى لا يتحول الغش العمراني إلى قاعدة، وتبقى الساكنة هي المتضرر الأول والأخير.
