الى متى يستمر الوضع الكارثي للطريق الجهوية سيدي بنور- الزمامرة ؟


ذ. موسى مريد

لا أعرف سر هذا الإهمال الغريب و الصمت المريب حول الوضعية الكارثية للطريق الجهوية الرابطة بين سيدي بنور و الزمامرة أكبر مدينتين بإقليم سيدي بنور، و التي لا تتعدى مسافتها ثلاثون كيلومترا. صراحة، أستغرب تجاهل هذا الأمر من طرف أولئك المسؤولين الكثر الذين قضوا بالإقليم سنوات في موقع المسؤولية دون أثر تنموي حقيقي على ساكنته المحݣورة. و شخصيا، كلما وجدتني مضطرا لاستعمالها أتساءل: كيف لمسؤول على الإقليم أن يتجاهل حالة هذه الطريق الرابطة بين الزمامرة و سيدي بنور؟ المعروف أن العامل السابق مثلا كان يمر بها أسبوعيا للذهاب الى الوالدية وجهته السياحية المفضلة، كما أن العامل الحالي الذي لم يعد جديدا يستعملها كثيرا في زياراته المتعددة للزمامرة و الجماعات القريبة منها.

حالة هذه الطريق تشكل خطر كبيرا على المسافرين و مختلف العربات، فهي بفعل التشققات الكثيرة و النتوءات المتعددة و الحفر الكبيرة ، لم تعد تصلح تماما للسيارات و لا غيرها، حتى إن المرء يخجل من تسميتها طريقا جهوية معبدة.
جدير بالذكر أن الطريق الجهوية سيدي بنور الزمامرة تربط بين أحد أكبر سوقين بالمغرب، و اكبر تجمعين حضريين بالاقليم، و تعد الشريان الرئيسي للاقتصاد و التجارة به، كما تعد طريق مرور شاحنات الشمندر الذي يستخدمه اكبر معمل للسكر في المغرب.. و رغم هذه الأهمية الكبيرة و رغم هذه الوضعية الكارثية، فلم تحظ بالتفاتة المسؤولين مركزيا ولا جهويا و لا اقليميا. و من سوء حظ هذا الاقليم المحݣور أيضا، فلم يترافع عنها لا البرلمانيون و لا المنتخبون الكثر بالإقليم، كما لم ينتبهوا الى المشاكل العويصة الأخرى التي تعاني منها ساكنة اقليم مهمش أنهكته سنوات عجاف من الفساد و الفشل على مستوى التدبير.

لا أعرف هل تم التداول في الحالة السيئة جدا لهذه الطريق، خلال اللقاء التشاوري حول الجيل الجديد لأوراش التنمية. فلم نحضر للأسف، ببساطة لأننا أقصينا منه، و قد بلغني و العهدة على أحد الرواة أن خصما سياسيا همس في أذن أحدهم لإقصائنا، بسبب خوفه المرضي من أننا سنفرݣع الرمانة و نفضحه.. رغم أننا في الحقيقة لم نكن ننوي إلا الترافع عن القضايا التنموية الملحة لساكنة الإقليم و منها هذه الطريق، أو ربما كان الإقصاء بسبب لا يعلمه الا ممثلو وزارة الداخلية عندنا، الذين ربما يحتاجون لمن يمدح و يتملق لا لمن يترافع و يقترح! ما علينا، ففي النهاية، تم اقصاء جزء كبير من المجتمع المدني الحي و الحقيقي، و تم الاستماع الى مداخلات رؤساء جماعات و منتخبين عمروا عقودا في مواقع المسؤولية، و ما شيدوا مدرسة و لا أصلحوا مستوصفا..

كنت أتمنى بصدق أن يستمع العامل و من معه عبر الفاعلين الحقيقيين الى صوت المواطن المهمش، لكن جهة ما أرغمتنا جميعا على الإنصات لصوت الشعبوية و الانتهازية و الفشل.. و هذا غير مستغرب حقيقة، ففي هذا الزمن الأغبر، لا صوت يعلو على صوت الفراقشية !

شارك الخبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top