المراسلون الميدانيون.. حرقة في الميدان بلا إنصاف ولا أجر.

بقلمي : حليمة صومعي

في زمن تُبثّ فيه الأخبار بسرعة البرق، يقف المراسل الصحفي في الميدان، وحيداً، تحت شمسٍ حارقة أو أمطارٍ منهمرة، ينقل نبض الشارع ويؤرخ للحظة. يحمل كاميرته ودفتره، يسابق الزمن ليُوصل الحقيقة للناس، لكنه في المقابل يعيش واقعاً مؤلماً لا يليق بعظمة رسالته ولا بجهده اليومي المضني.
هؤلاء المراسلون المعتمدون يشتغلون بحس مهني رفيع ونزاهة نادرة، يقدمون الصورة الصادقة من قلب الأحداث، يواكبون قضايا التعليم والصحة والتنمية، يسلطون الضوء على معاناة الناس، ومع ذلك يظلون خارج دائرة الإنصاف، بلا أجر قار، وبلا تغطية اجتماعية أو اعتراف مادي يليق بتضحياتهم.
لقد أصبح المشهد مؤلماً حين يُرى المراسل يجلس منتظراً من يجود عليه بما يسد رمقه أو يغطي نفقات تنقله.
هذا ليس ترفاً ولا طلب صدقة، بل صرخة كرامة صادرة من القلب، من رجال ونساء في الميدان يؤدّون واجبهم بإخلاص في زمن أصبحت فيه المعلومة سلاحاً لا يقل أهمية عن أي مرفق حيوي آخر.
من هنا، نرفع نداء صادقاً إلى السيد والي جهة بني ملال خنيفرة، محمد بنريباك، الرجل الذي عُرف بمبادراته الواقعية وانفتاحه على الفاعلين في الميدان، أن يمنح التفاتة إنسانية ومهنية لهؤلاء المراسلين الذين يعملون بصمت وإخلاص في قلب الجهة.
إنهم جزء من النسيج التنموي، يواكبون المشاريع، يرصدون التحولات، وينقلون نبض المواطن من الميدان، ومن حقهم أن ينالوا نصيبهم من الدعم والتقدير، فهم بدورهم في ميدان المواجهة اليومية، في الصفوف الأمامية لكل حدث وقضية.
إنصاف المراسلين ليس مطلباً مادياً فحسب، بل قضية كرامة، ورسالة وفاء لجنود الكلمة الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية نقل الحقيقة بصدق وموضوعية.
لقد آن الأوان لأن تُرفع هذه المظلمة، ويُعاد الاعتبار للمراسل الميداني، حتى لا يبقى مجرد ظلٍّ في الصورة، بل يُرى كما هو: ضمير المجتمع وصوت الميدان.

شارك الخبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top