✍️ بقلم: رضى الملياني الدار البيضاء، السبت 2 نونبر 2025أثار مقطع فيديو متداول لرئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، خلال لقاء حزبي ببني ملال، موجة واسعة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ظهر فيه في وضع غير لائق مع العلم الوطني المغربي، الرمز الذي يجسد وحدة البلاد وكرامتها وسيادتها.الواقعة، التي انتشرت كالنار في الهشيم، لم تمر مرور الكرام، لأن الأمر لا يتعلق بتصرّف عابر و خطأ بروتوكولي بسيط، بل بمس رمزي عميق بواحد من أقدس رموز الدولة المغربية، التي يحتكم إليها جميع المغاربة على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم.إن العلم المغربي ليس زينة ترفع في المناسبات ولا قطعة قماش تستخدم في الدعاية السياسية، بل هو شهادة تاريخية تختصر قرونا من التضحيات والنضال، ودماء الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الوطن وهويته. ومن ثم، فإن التعامل معه دون وعي أو احترام يعد إخلالا بالقيم الوطنية التي تجمع بين الملك والشعب في مسيرة واحدة عنوانها الولاء للوطن والوفاء للراية الحمراء بنجمتها الخضراء.جاءت هذه الواقعة في وقت يعيش فيه المغرب نشوة دبلوماسية بعد القرار الأممي رقم 2797 الذي أكد وجاهة المقترح المغربي للحكم الذاتي بالصحراء كحل سياسي واقعي ونهائي، وهو ما جعل المغاربة يعبّرون عن فرحتهم بطرق وطنية مسؤولة. فكيف يمكن في خضم هذا الفخر الوطني أن يصدر عن رئيس الحكومة تصرف يفسر على أنه استهتار بالرمز الذي يوحد الجميع؟المغاربة اليوم لا يطالبون سوى بالوضوح والاحترام. فالمسؤول، مهما علا منصبه، لا يقاس بالكلمات التي يقولها في المهرجانات، بل بالمواقف التي يجسد فيها حسه الوطني. لذلك، يبقى تقديم توضيح رسمي أو اعتذار صادق أقل ما يمكن فعله لتصحيح هذا الخطأ الذي جرح مشاعر المواطنين.لقد أثبت التاريخ أن حب الوطن لا يختبر في الخطب، بل في التفاصيل الصغيرة التي تعكس جوهر الانتماء. والرمز الوطني خط أحمر، لا يداس ولا يمس، لأن تحته ترقد أرواح الشهداء، وفوقه يرفرف مجد الأمة المغربية.



