بقلم الملياني رضى 2025.10.29 : تعد وسائل النقل العام في المدن الكبرى، وعلى رأسها الطرامواي، شريانا حيويا لحركة المواطنين، إذ توفر وسيلة آمنة وسريعة للتنقل. غير أن هذا النظام المهيكل يتعرض أحيانا لمخاطر كبيرة بسبب سلوكيات بعض مستخدمي الطريق، وخصوصا سائقي الدراجات النارية الذين يتهورون أثناء عبور سكك الطرامواي. هذه الظاهرة المتكررة أصبحت تهدد سلامة الجميع وتستدعي وقفة جادة من السلطات والمواطنين على حد سواء.التهور وسرعة القيادة المفرطة من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حوادث السير عند مرور الدراجات النارية بالقرب من مسار الطرامواي. كثير من السائقين يعتقدون أن المسار المخصص للقطار الخفيف مجرد خط فارغ يمكن تجاوزه بسرعة، متجاهلين أن أي خطأ صغير يمكن أن يؤدي إلى حادث مأساوي. كما يلعب عامل الانشغال بالهاتف أو الانتباه الجزئي أثناء القيادة دورا كبيرا في هذه الحوادث، إذ يجعل السائق غير قادر على اتخاذ قرارات سريعة عند مواجهة الطارئ.إضافة إلى ذلك، تساهم عدم احترام إشارات المرور والاقتراب من الطرامواي أثناء تحركه في زيادة المخاطر. فالترامواي، بطبيعته، لا يستطيع التوقف فجأة بسبب طوله ووزنه الكبير، ما يجعل أي مخالفة من الدراجات النارية مصدر تهديد مباشر للحياة. ولا يقتصر الضرر على سائقي الدراجات أنفسهم، بل يمتد إلى ركاب الطرامواي والمارة، مما يضاعف حجم الخسائر المحتملة.وللأسف، غالبا ما يكون هناك ضعف في التوعية والتثقيف المروري، حيث لا يدرك بعض السائقين خطورة تجاوز خطوط الطرامواي أو القيادة بتهور بالقرب منها. كما أن غياب المراقبة المكثفة على هذه النقاط يجعل المخالفين يتصرفون دون أي رادع، ما يزيد من نسبة الحوادث بشكل كبير.من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الظاهرة، مثل تعزيز حملات التوعية المرورية، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين، وتثبيت علامات تحذيرية واضحة عند ممرات الطرامواي. كما أن دور الشرطة في المراقبة المستمرة لسلوك سائقي الدراجات النارية بالقرب من مسارات الطرامواي أمر حاسم لتقليل المخاطر وحماية الأرواح.في النهاية، تبقى مسؤولية الوقاية من حوادث السير مشتركة بين السلطات والمواطنين. فالطرامواي وسيلة نقل آمنة إذا التزم الجميع بالقوانين، وسلوكيات التهور والاندفاع من قبل سائقي الدراجات النارية يمكن أن تحول الطريق إلى فخ خطر يهدد الأرواح. الوعي والانضباط هما السبيل لتقليل الحوادث وضمان سلامة الجميع.
