تواصل جماعة الدار البيضاء تنفيذ مشاريعها الهيكلية الرامية إلى إعادة تنظيم الأنشطة غير المهيكلة وتحسين الإطار البيئي والحضري للمدينة، حيث تم الإعلان عن مشروع جديد يقضي بإنشاء منصة صناعية متكاملة بمنطقة مديونة، مخصصة لتجميع وتنظيم أنشطة بائعي المتلاشيات على مساحة تُقدّر بـ50 هكتاراً.
ويهدف هذا المشروع إلى وضع حدّ للعشوائية التي تميز هذا القطاع منذ سنوات، من خلال نقل الأنشطة المنتشرة داخل أحياء سكنية وتجارية إلى فضاء منظم مجهز بجميع المرافق الضرورية، بما في ذلك شبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي، ومناطق مخصصة للتخزين والمعالجة الأولية للمواد القابلة لإعادة التدوير.
ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية جماعة الدار البيضاء لتأهيل قطاع الخردة وإدماج العاملين به ضمن الدورة الاقتصادية الرسمية، عبر خلق فضاء مهني يراعي شروط السلامة والبيئة ويضمن ظروف عمل لائقة لمئات الأسر التي تعتمد على هذا النشاط كمصدر رزق أساسي.
كما يندرج المشروع ضمن السياسة البيئية الجديدة التي تعتمدها المدينة، إذ ستقام المنصة بالقرب من المصنع المستقبلي لمعالجة وتثمين النفايات المنزلية بمديونة، ما يجعل المنطقة مركزاً بيئياً واقتصادياً متكاملاً يسهم في تعزيز الاقتصاد الدائري وتقليص الضغط الناتج عن النفايات داخل المجال الحضري.
ويرى المتتبعون أن هذا المشروع سيساهم في تحسين صورة المدينة وتعزيز جاذبيتها الاقتصادية، إلى جانب الحد من المظاهر غير المنظمة التي كانت تطبع نشاط جمع المتلاشيات في بعض الأحياء. كما من شأنه أن يخلق دينامية جديدة في مجال تثمين النفايات وإعادة التدوير، تماشياً مع التوجهات الوطنية في مجال التنمية المستدامة.

