خيمت أجواء من الحزن العميق على مدينة الجديدة، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025، بعد وفاة دركي شاب في مقتبل العمر، لقي مصرعه في حادث سير مأساوي وقع ليلة أمس السبت بمركز سيدي بوزيد.. الراحل، البالغ من العمر 25 سنة، كان يشتغل قيد حياته بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، معروفًا بين زملائه بطيبوبته وابتسامته الدائمة. شاب حديث العهد بالحياة العملية، بدأ يرسم ملامح مستقبله بثقة وأمل، قبل أن يخطفه القدر في لحظة مباغتة.. وحسب المعطيات المتوفرة، فقد كان الفقيد رفقة صديقه على متن دراجة نارية كبيرة، بعدما غادرا موقف السيارات بالشطر الخامس من المنتجع السياحي سيدي بوزيد، ليتعرضا لحادث اصطدام مع سيارة رباعية الدفع من نوع “توارغ”، ما أسفر عن وفاة الدركي بعين المكان وإصابة صديقه بجروح بليغة نقل على إثرها إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة لتلقي العلاجات الضرورية.. ومنذ الساعات الأولى من صباح اليوم، خيّم الحزن أمام مستودع الأموات بالمستشفى ذاته، حيث حضر عدد كبير من زملائه في سلك الدرك الملكي إلى جانب كبار المسؤولين، لتوديع زميلهم الذي لم يمضِ على التحاقه بالعمل سوى سنوات قليلة.. مشهد الوداع كان مؤثرًا للغاية، امتزجت فيه الدموع بالدعاء، والحزن بالصدمة، أمام جثمان شاب أحب عمله ووطنه، وغادر قبل أن يعيش أحلامه.. وقد نُقل جثمان الفقيد في موكب جنائزي مهيب نحو مسقط رأسه بمدينة تاونات، وسط حضور رسمي وشعبي كبير، عمّه الصمت والدعاء، في وداع أخير لروحٍ نقية عُرفت بالخلق والالتزام.. حادثة مؤلمة تركت أثرًا عميقًا في نفوس زملائه وأصدقائه وكل من عرفوه، واستدعت الكثير من مشاعر التأمل في هشاشة الحياة وضرورة توخي الانتباه والحذر في كل لحظة على الطريق.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان…
محمد كرومي