القنصلية المغربية بألميريا والسفارة المغربية بإسبانيا: جسر من الثقة والدبلوماسية في خدمة الوطن والمواطن …

في قلب مدينة ألميريا الإسبانية، حيث يتواجد الآلاف من أبناء الجالية المغربية الذين هاجروا طلباً للرزق والعلم، تبرز القنصلية العامة للمملكة المغربية بقيادة السيدة سمية الفاتحي كمنارة مضيئة تعكس صورة المغرب الحديثة. ليست القنصلية مجرد مؤسسة إدارية تؤدي خدمات روتينية، بل أصبحت فضاءً للتواصل، ومصدراً للاطمئنان، وبيتاً مفتوحاً أمام المغاربة المقيمين في هذه الجهة.

منذ توليها مهامها، أولت السيدة سمية الفاتحي أهمية بالغة لنهج سياسة القرب، من خلال فتح قنوات مباشرة للحوار مع أبناء الجالية، وتنظيم لقاءات واحتفالات وطنية وثقافية، تعزز شعور الانتماء للوطن الأم. كما أطلقت مبادرة القنصليات المتنقلة، التي مكّنت العديد من المغاربة في المدن البعيدة مثل موتريل من الحصول على خدمات إدارية أساسية، كجوازات السفر، والبطائق الوطنية، والشهادات العدلية، دون الحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة.
هذه المبادرات لم تقتصر على الجانب الإداري فحسب، بل شملت أيضاً الجانب الإنساني والاجتماعي، إذ حرصت القنصلية على مواكبة قضايا الجالية، والإنصات لهمومها، والبحث عن حلول عملية للتحديات اليومية التي يواجهها المغاربة في ديار الغربة.

وعلى مستوى أشمل، يظل الدور الكبير الذي يقوم به السفير المغربي بإسبانيا محطة اعتزاز لكل مغربي. فقد عملت السفارة على ترسيخ مرحلة جديدة من التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا، قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
لقد أسهمت الجهود الدبلوماسية في تعزيز التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب، والتبادل التجاري والاقتصادي، والتعاون الثقافي والتعليمي، بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين. وقد أصبح المغرب اليوم شريكاً أساسياً لإسبانيا في ملفات محورية، من بينها الهجرة المنظمة، ومحاربة شبكات التهريب، والتبادل التجاري، والاستثمارات المشتركة.

ما يجمع بين عمل القنصلية بألميريا والسفارة بمدريد هو أن كليهما ينتهجان دبلوماسية القرب والإنصات والتفاعل، سواء على المستوى المحلي مع الجالية المغربية، أو على المستوى الدولي مع المؤسسات الإسبانية.
فبينما تفتح القنصلية أبوابها للمغاربة المقيمين بألميريا، تسعى السفارة إلى فتح آفاق جديدة للعلاقات المغربية الإسبانية، بما يعكس الرؤية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس في جعل الدبلوماسية أداة للتنمية، لا مجرد وسيلة للتواصل الخارجي.

إن ما تقوم به السيدة سمية الفاتحي من جهد متواصل في خدمة المغاربة المقيمين بألميريا، وما يبذله السفير المغربي بإسبانيا من عمل دبلوماسي متميز، يجسّد حقيقة أن المغرب حاضر بقوة من خلال أبنائه وممثليه، وأن الجالية المغربية ليست وحدها في الغربة، بل لها مؤسسات حاضرة تراعي مصالحها وتدافع عنها بكل جدية ومسؤولية.

إننا اليوم، ونحن نشهد هذه الدينامية الإيجابية، نؤكد أن القنصلية العامة بألميريا بقيادة السيدة سمية الفاتحي، والسفارة المغربية بمدريد، تمثلان نموذجاً مشرفاً للدبلوماسية المغربية الحديثة: دبلوماسية القرب، الإصغاء، والعمل الجاد.
هي دبلوماسية تعكس حقيقة الوطن: وطنٌ يحتضن أبناءه أينما حلّوا، ويمدّ جسور التعاون والصداقة مع شركائه في كل مكان ..

متابعة : أنوار الدحماني (المعروف بـ “نور زينو”

فاعل جمعوي وعضو سياسي بحزب النهضة واتحاد أوروبا (PRUNE)

شارك الخبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top