في الوقت الذي يترقب فيه سكان إقليم شيشاوة افتتاح المركز الثقافي الجديد، ظهرت وثائق رسمية للمديرية الجهوية للثقافة بمراكش آسفي تثير نقاشاً واسعاً حول طريقة تدبير هذا المشروع، وتطرح تساؤلات مشروعة عن الحكامة والنجاعة في استخدام المال العام.



كراء مولد كهربائي لمدة خمسة أيام فقط
تظهر الوثائق المتعلقة بصفقة عمومية (طلب سند رقم 66/DRCRMS/2025) أن المديرية الجهوية قامت بكراء مولد كهربائي لمدة خمسة أيام فقط، خلال الفترة ما بين 28 يوليوز و1 غشت 2025، مع الاستعانة بتقني متخصص لتشغيله.
يأتي هذا القرار في الوقت الذي سبق أن تم فيه، وفق وثائق محاسبية رسمية، رصد اعتمادات مالية تقارب 491.393,28 درهم لأشغال تجهيز وتقوية البنية الكهربائية الخاصة بالمركز.
صفقة تنظيف عاجلة قبيل التدشين
كما تشير وثيقة أخرى (طلب سند رقم 67/DRCRMS/2025) إلى التعاقد على خدمات تنظيف شاملة للمركز خلال الفترة نفسها، من أجل تهيئة الفضاء لاستقبال الوفود الرسمية، وهو ما اعتبره عدد من المتتبعين مؤشراً على الاستعجال في إظهار المشروع في أبهى حلة بمناسبة حفل التدشين.
تساؤلات مشروعة للرأي العام
هذه المعطيات، المستندة إلى وثائق رسمية منشورة في بوابة الصفقات العمومية، تفتح الباب أمام نقاش واسع حول طريقة برمجة وإنجاز هذا المشروع، خاصة وأن اللجوء إلى حلول مؤقتة، مثل كراء مولد كهربائي، يثير أسئلة أساسية:
• كيف يتم رصد ميزانيات كبيرة للتجهيز الكهربائي ثم يُلجأ في الأخير إلى كراء مولد مؤقت؟
• هل يعكس هذا الاستعجال خللاً في التخطيط أو في تدبير الأشغال؟
• ومن سيتحمل المسؤولية في حال تكرار هذه السيناريوهات في مشاريع أخرى؟
ضرورة توضيحات رسمية ومحاسبة واضحة
من حق الرأي العام أن يحصل على توضيحات شافية من الجهات الوصية حول ظروف تدبير هذه الصفقات، خاصة وأن هذه القرارات تهم مشروعاً ثقافياً من المفترض أن يخدم المصلحة العامة، لا أن يتحول إلى موضوع للجدل حول هدر الإمكانيات العمومية.
الخلاصة: الثقافة بحاجة إلى رؤية واضحة
المركز الثقافي بشيشاوة كان من المفترض أن يكون فضاءً للمعرفة والإبداع، لكن الطريقة التي أُنجز بها، وفق ما تكشفه الوثائق الرسمية، أصبحت تثير تساؤلات ملحة حول أسلوب التدبير والرقابة.
الصحافة، إذ تنقل هذه المعطيات الموثقة، تؤكد أنها تعبر عن مطلب عام للشفافية والمساءلة، بعيداً عن أي اتهام للأشخاص أو الهيئات، وتدعو إلى فتح تحقيق رسمي لضمان أن تكون مثل هذه المشاريع في مستوى انتظارات المواطنين